فإنّي في بحورِ العشقِ مُلقى
أعاني من صنوفِ القهرِ حزناً
و آلاماً و أوجاعَ السّنينِ؟
لِعينيكِ اختزلتُ الكونَ حرفاً
فكانتْ نشوةُ الإحساسِ شعراً
تهادى طَرْفُ أنثى في لُجَينِ
صفاءُ الحسنِ أبقاني أسيراً
و صارَ الوصفُ عنوانَ الحنينِ.
لعينيكِ اللتينِ احتارَ في ما
حواهُ العمقُ مِنْ سرٍّ دفينِ
جمالُ الحرفِ إبداعٌ أنيقٌ
أتى الإبحارَ زَخماً في مُعينِ.
لعينيكِ اختمرتُ مِن كؤوسٍ
سقاني السّحرُ في عطفٍ و لِينِ
تعالَي و اجعلي عينيكِ سِتري
لعينيكِ احتراقي و اشتعالي
و أمواجُ اشتياقٍ, فاذكريني
متى حاولتِ بالعينينِ كَشفاً
لِسرِّ الكونِ في نبضِ اليقينِ.
أُغنّي مُغرَماً بالسّحرِ فيها
فهذا السّحرُ مَهوى كلِّ عَينِ
تراكِ مِنْ زواياها عشيقاً
فتسعى الوصلَ مِنْ هذي العيونِ
جمالٌ في صفاءِ الوردِ, يحلو
و صمتٌ ليس يُعنى بالسّكونِ
تخطّى كلَّ أوصافِ المعاني
و أعلى مِنْ مقاماتِ الجنونِ.