دعِ الآهاتِ
دعِ الآهاتِ تشدو من غرامي
و عن فحوى المعاني من مرامي
صدى الحرمانِ في مدٍّ و جزرٍ
على أعقابِ صمتي و انهزامي
تخلّى الصّبرُ عنّي و اتّقاني
شعورٌ محبطٌ حيثُ انفصامي!
فعنْ تعبيرِ حرفي العشقُ ولّى
بعيداً عنّي في هجرِ الكلامِ
نَعَيتُ الحظّ أبكي ما زماني
من الإعصارِ أجرى في مسامي
و إنْ كان القصيدُ اليومَ يشفي
ظنوني لم يعدْ يصفو ابتسامي
سئمتُ من ركونِ الخوفِ غاصتْ
ركابي في وحولِ الازدحامِ
عسيرٌ أن يعيشَ المرءُ يوماً
هنيئاً دونَ قتلٍ و اقتحامِ
فهذا الكونُ أمسى اليوم بحراً
من الإرهاقِ يفضي للزؤامِ.
دعِ الآهاتِ تجني من حياتي
نصيباً كان في سفرِ الدوامِ
و قُلْ للقادحينَ الشرَّ كيفَ
يكونُ العيشُ في العنفِ المُقامِ؟
حياةُ الناسِ باتتْ في مصيرٍ
مهبِّ الرّيحِ. لو تدري كلامي!
إلهُ العنفِ شيطانٌ رجيمٌ
خبيثُ الفكرِ مرذولُ المَقامِ
لهذا الأمرِ باتَ العيشُ صعباً
فبعضُ الناسِ في وهمِ احتلامِ
تظنُّ الشرَّ خيراً ترتئيهِ
فتأتي القتلَ في حقدِ اللئامِ
متى حاولتَ تهديها صراطاً
صحيحاً مستقيماً في وئامِ
يهيجُ العقلُ منها في جنونٍ
فلا تقوى على فهمِ السّلامِ
لأنّ السّيفَ وهمُ الانتصارِ
و أنّ الكرهَ إيمانُ الإمامِ!