لا ترخي لهذا الدهر عزماً
إذا ما المرءُ أرخى للحياةِ
عناناً ليس يوليها انتباها
و لم يعطِ لعبءٍ منها جهداً
و لم يسعَ لحلٍّ فيها تاها.
خمولٌ منه لن يجدي سبيلاً
و لن يبقى بعيداً عن أذاها
سبيلُ الفوزِ يبدو مستحيلاً
فما فاز التمنّي في رضاها.
حظوظُ الناسِ ليستْ بالهدايا
و لو جاءتْ فلن تأتيها جاها
أرى الإنسانَ في هذي الحياةِ
كثيرَ المسعى في وهمٍ هواها
لكي يجني من اللذاتِ طيباً
و ينسى واجباً, ينسى الإلهَ!
نعيمُ الدنيا يوماً في زوالٍ
كذا الإنسانُ يفنى في مداها
فلا تمشي دروبَ الوهمِ تُرضي
غروراً ثمَ حاذرْ منْ خُطاها
فلا ترخي لهذا الدهرِ يوماً
و غالبْ كلّ أشواكٍ تراها
تعيقُ الدربَ لكنْ في تأنٍّ
و في وعيٍ تعرّي محتواها
و مضموناً لها فالعقلُ منكَ
مناراتُ الهدى فاتبعْ هُداها
و لا تخشَ انطلاقاً أو حراكاً
جمودٌ منك قد يُغري هواها
إذا ما المرءُ شاءَ الفوزَ فيها
أطالَ البحثَ حرّاً و اعتلاها.