أبحرتُ في عينيكِ
أبحرتُ في عينيكِ يأخذني المدى
لم أختزلْ حِسّاً هوايَ تجسّدَ
شوقي تفاعلَ و القرارُ أخذتُهُ
حكماً فما سلطانُ بابِكِ أوصدَ
هذا الخيارُ الصّعبُ لم ألجأْ لهُ
إلاّ بُعَيدَ اليأسِ عقلي تبلّدَ
إنّ النساءَ خواتمُ في إصبعي
و أنا بإصبعِكِ كخاتمِ قد بدا!
عشتُ الزّمانَ على صداكِ مردِّدَاً
نغماً لأوتارِ الصبابةِ غرّدَ
أبحرتُ في دنياكِ أجمعُ رغبتي
مُتحمّلاً أطوارَ بحرِكِ سيّدَا
شئتُ التعلّمَ في محيطِ مهارةٍ
منكِ عشقتُ الوردَ. وردُكِ ورّدَ
أرغى ابتسامُ الموجِ يعبثُ شاعراً
و قصائدُ الأشجانِ تبعثُ مُوفَدَا.
لمعتْ سماؤكِ في صفاءِ وداعةٍ
و الشّمسُ أبهرَ سحرُها و تجدّدَ
أبحرتُ أحلمُ بالجمالِ يشدّني
يروي الخيالُ مُرامَ عشقٍ ردّدَ
شعرَ الحنينِ براحةٍ لا تنتهي
بلغتْ حدودَ الكونِ كمّاً أزيدَ.
فرشَ الحياءُ غصونَ خدّه هائماً
و جرى البهاءُ مُصفّقاً و مُوَحّدَا
حممُ المعاني على احترافِ سبيلها
نبضتْ كقلبِ العاشقينَ تَوَدُّدَا
بلغتْ كمالاً من فنونِكِ أخصبتْ
جملاً, روائعَ أبدعتْها تورُّدَا.
أبحرتُ أعشقُ منْ بحورِكِ سرَّها
و مدى هواها العذبُ يسمو تفرُّدَا.