دَعي الأشكالَ تسقطُ مِنْ حسابي
فإنّ حضورَها سببُ اكتئابي
أريدُكِ في خِضمِّ مواجهاتٍ
معَ الأشكالِ أنْ ترثي صوابي
فوجهُ الشكلِ مختلفٌ كثيراً
عنِ المضمونِ في جدَلِ الكتابِ
إذا الأشكالُ أتبعَها اندفاعٌ
بليدُ الفهمِ مختِلِطُ العُبابِ
تكونُ بنابِها جرحتْ شعوراً
و بعثرتِ الحقائقَ في السّحابِ
و أترفتِ المصائبَ بازديادٍ
لِتُكثِرَ مِنْ مضاجعةِ المُصابِ
كأنّ خلودَها رفضَ احتضاراً
و أنّ صمودَها جُرَعُ انقلابِ
أريدَكِ أنْ تمدّي يدَ اقتلاعٍ
لزرعِ وجودِها و مِنَ التُرابِ
فسادُ حقيقةٍ و سَدادُ بابِ
هِيَ الأشكالُ تتركنا لزاماً
برسمِ خطوطِها و بلا جوابِ
سئمتُ خطوطَها فأحسُّ فيها
قذارةَ ما يُبَشّرُ بالذبابِ
دَعي الأشكالَ باليةَ الوجوهِ
فبالمضمونِ بارقةُ الشّهابِ.