حرّيةُ العقل و الاختيار
أراد اللهُ تكوينَ الحياةِ
و خَلْقَ الروحِ في أرقى الصفاتِ
لكي يُعطي إشاراتٍ و معنى
بأنَّ اللهَ حقٌّ. سوف يأتي
بيومٍ يسألُ الإنسانَ عمّا
أتاه من جميلِ المَكرُماتِ
و كيف أمضى عمراً في حياةٍ
ِو قد أبلى عمادُ الرّاسياتِ
فجاءَ الموتُ يحكي في فصولٍ
مآسي في محيط الكائناتِ.
أتانا اللهُ عقلاً فيلسوفاً
حكيماً مُدركاً كنهاً لذاتِ
و أعطانا اختياراً أن نعيشَ
صلاحاً خاشعاً، عيشَ التُقاةِ
كما أعطى اختياراً أن نكونَ
دُعاةَ الشرِّ، أو ظلمَ الطُغاةِ.
أبانَ الدربَ، لم يُجبرنا يوماً
لهذا الفعلِ أو تلك الأداةِ
و هذي حكمةٌ منه تجلّتْ،
فأحرارٌ خُلقنا في الحياةِ.
و مَنْ يسعى ليُلقي اللومَ يوماً
على ربٍّ بإلحادِ الغُفاةِ
فهذا غائبٌ عن فهمِ كونٍ,
و إيهامٌ عقيمٌ مِنْ دُعاةِ.
نعيشُ العمرََ أحراراً. لدينا
ضميرٌ ليس يغفو في سُباتِ
بهِ الأحكامُ تدعونا لخيرٍ
و تمييزٍ لما في المُهلِكاتِ.
متى ماتَ الضميرُ الحيُّ فينا
فنحنُ _ ثِقْ_ شياطينُ الفلاةِ
و إنْ ظلَّ الضميرُ الحيُّ ،حيّاً
فإنّ اللهَ فينا، في ثباتِ.