"لو ثار قومي على حكّامهم"1 نزعوا
بُردَ الخنوعِ لَما خافوا و ما وقعوا
إنّ الكرامةَ إنْ داستْها أحذيةٌ
فالموتُ أشرفُ. عارُ الذلِّ يَبتَلِعُ.
لو ثُرنا جَمعاً و أعلنّا انتفاضتَنا
لانهارَ سقفٌ مِنَ الطاغوتِ, و الوجعُ
و احتلَّ نجمٌ مِنَ الأمجادِ مشرقَنا
بالسّعدِ يرفلُ, و الأفراحُ تجتمعُ.
لو ثارَ شعبُنا ضدّ الظلمِ لانتصرَ
عزمٌ يُخَلّدُ عنواناً و يرتفعُ
فوقَ المعالمِ خفّاقاً برايتِهِ
هذي الشّرارةُ للتغييرِ مُشتَرعٌ.
قد ثارَ شعبُنا يا (جبرانُ) ثورتُهُ
صارتْ تؤرّقُ حكّاماً و تنتزعُ
عنهمْ براءةَ إبقاءٍ لسلطتهمْ
القتلُ نَهجُها ما للجرمِ مرتدعُ.
شعبٌ تحرّكَ معتزّاً بثورتِهِ
و اللهُ ينصرُ مَنْ بالظلمِ قد يقعُ.
إنّ الكرامةَ لن تهتزَّ قامتُها
و الحقُّ يصدحُ منهُ الصّوتُ فاستمعوا
إختارَ شعبُنا لونَ السّلمِ, أنصعَهُ
فالسّلمُ يُخصِبُ إنجازاً لهُ يضعُ
حقَّ المواطنِ في التعبيرِ عنْ أملٍ.
روحُ العدالةِ إنصافٌ و مجتمِعُ.
قد ثارَ قومي على الطغيانِ منتفضاً
شعبٌ تسلّحَ بالإيمانِ, يتّضعُ
و اليومَ يكتبُ للأجيالِ ملحمةً.
تُجلى الحقائقُ حينَ الظلمُ ينقشعُ.
1- قول للكاتب و الفيلسوف اللبناني جبران خليل جبران