إلى عينيكِ
إلى عينيكِ أرنو يعتريني
شعورٌ راغبٌ في الاقترابِ
كأنّ السّحرَ فيها مِغْنَطيسٌ
و خفقُ القلبِ منّي بانجذابِ.
أكانَ السّحرُ هذا منْ زمانٍ
أمِ استحوزتِهِ منذُ اغترابِ؟
جمالٌ ساحرٌ يسبي فؤادي
و عذبٌ فاضَ من طيبِ الرّضابِ
و وجهٌ مشرقٌ يزدادُ نوراً
و قَدٌّ قد حوى روحَ الشّبابِ.
مضى يومانِ ما كانا كثيراً
على بُعدٍ سقى مُرَّ العذابِ.
أتيتِ, فانتشتْ روحي سلاماً
و قلبي صارَ في عِشقٍ مُذابِ.
منحتُ القلبَ بعضاً منْ هدوءٍ
و نفسي راحةً. شرّعتُ بابي
على الميلينِ قلتُ يا حياتي:
تعالي و اعبري دونَ ارتيابِ
فقلبي لم ينمْ عاش انتظاراً
و روحي حلّقتْ فوق السّحابِ.
فأنتِ كلّما قرّبتِ منّي
يزولُ الحزنُ عنّي, و اضطرابي.
سأحيا هائماً فيكِ شريكاً
و أبقى راشداً, أدري صوابي!
فأنتِ مَنْ أضاءَتْ لي رجاءً
و قوّتْ مَنعتي ضدّ الصّعابِ
و صانتْ عفّتي, جادتْ بحبٍّ
فكانَ الخيرُ سفراً من كتابي
و أنتِ مَنْ حمتْ ضعفي بيومٍ
و أسقتني لذيذاً منْ شرابِ.
تعالي غرّدي شجواً جميلاً
و عيشي الودّ حلواً في رحابي.