دعتني ذات يومٍ
دعتني ذاتَ يومٍ كي نشفَّ
نبيذَ الحبِّ قالت ما حرامُ.
فقلتُ بعد أن أفرغتُ كأسي
دعينا في هوى عشقٍ ننامُ
فما من جدوى أو بدٍّ لأنّ
فؤادَ العشقِ روّاهُ المدامُ.
أتينا اللهوَ بعد الشّربِ فاضتْ
بحورٌ أخرى فاهتزّ الظلامُ.
و ماذا بعدُ؟ قلتُ قد دخلنا
جنانَ الخلدِ و الحرّاسُ ناموا!
إذا الأقمارُ شاءتْ أن تبوحَ
بسرّ الوصلِ يغريها الكلامُ
فإنّ الليلَ في شقّيه مجرى
نغوصُ فيه لا يدري المنامُ
يظلُّ الخمرُ يسقينا مزيداً
من اللذّاتِ إذ يحلو انسجامُ
عناقٌ في عناقٍ و انصهارٌ
و ذوبٌ في الأماني و اقتحامُ
إلى أن لاحَ حرفُ الصّبحِ يبدو
له من فتحةِ الليلِ ابتسامُ
فأقفلنا زوايا الوصلِ غبنا
عن الأنظارِ لا تدري الأنامُ!