يا مُنشداً
يا مُنشداً عذبَ الكلامِ بِبَوحِ
يا مُغرياً بالرّائعاتِ طموحي
أنا في هواكَ مُعذّبٌ أسلمتني
للهمّ زِدتَ صبابتي و جروحي!
إنْ كانَ أسعدَكَ الأنينُ بعالمي
و رأيتَ فيه تألّقاً لصروحِ
فأنا أصرّحُ باسم حبّكَ شاعراً
و النّظمُ يخفقُ للجمالِ بروحي!
أدنُ بوصلكَ في قريبِ تسامرٍ
و اعبرْ صبابةَ عالمي و جموحي
فعلى جبينِ الوجدِ لهفةُ خافقٍ
و إلى ملاذِكَ هاتفٌ بصريحِ
أملي وصالُكَ و الفؤادُ حديثُهُ
كَلِمٌ و شوقُ تأجّجٍ لقروحِ
أدعوكَ فاقربْ لا تؤجّجْ لوعتي
ظمئي إلى شفتيكَ مثلُ نزوحي
شفتاكَ نبعُ الحبّ يعذبُ شربُهُ
و معينُ عذبهِ ثَرُّ غيرُ شحيحِ
يا هاتفاً باسمي رجوتُكَ حالماً
و هتفتُ باسمِكَ في هبوبِ الرّيحِ
فلها الرّياحُ على ديارِكَ مَرّةٌ
لتعانقَ المهوى بكلِّ مُريحِ
يا عازفاً لحني عزفتُكَ خالداً
في رقّةِ الأنغامِ كلَّ مليحِ!