عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 17-03-2013, 03:37 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,876
افتراضي

مائة سؤال و جواب للتمييز بين الخطأ و الصواب
تابع..
1هل يتمثّل شرف الرجل في زوجه أو أمه أو أخته؟
من المؤسف جدا أنّ مجتمعاتنا لا تزال تعيش منفصلة عن واقع الحياة, فهي لا تهتمّ بالهامّ و الخطير و المفيد من أمور العالم و أمورها, بالقدر الذي تحصر كلّ مفهوم تقدمها و حضارتها بجانب تطلق عليه مجازا تعبيرياً, الشرف. إنّ مفهوم الشرف واسع و لا يقتصر على ممارسة الجنس فقط, أي في عضو الذكر و الأنثى و على الأغلب في عضو الأنثى, بل هو في أكثر من ذلك, فالشرف بنظري يمكن أن يكون في الصدق و في الأمانة و في الوفاء و في حسن المعاملة و في أمور اجتماعية و سلوكيات أخرى لا ينحصر نطاقها ضمن فرج الأنثى.
إنْ كان شرف الرجل في زوجه أو أمه أو أخته, فهذا يعني أنه إذا فقد هؤلاء فيكون تلقائيا فقد شرفه, مقاربة مضحكة. للرجل شرفه الخاص به و ليس بالضرورة أن يتمثل في زوجه أو أي من الحرائر المقربات له, للمرأة شرفها و للرجل شرفه و لا يصح أن يتم اعتبار أنّ المرأة هي شرف الرجل و إلاّ أنقصنا من قيمة الشرف عند الرجل. الشرف لا يسكن بين فخذي المرأة. الشرف يتجاوز هذا المفهوم المتخلّف و الضيّق إلى بعده الإنساني العام.
2 هل الجهاد إرهاب؟
قد يقول قائل: لم يتمّ بعد الاتفاق على تسمية معيّنة للإرهاب أو تعريف يمكن أن نصنّف المواقف و التصرفات على ضوئه, إن مثل هذا الكلام الفضفاض لا ينطلي على عاقل, فالإرهاب هو كتعريف متّفق عليه لدى جميع الناس, على أنّه مظهر من مظاهر العنف الذي يمارسه الإنسان ضمن المجتمع. و لغوياً فكلمة الإرهاب من رهب ، رهبا ورهبة، ولقد أقر المجمع اللغوي كلمة الإرهاب ككلمة حديثة في اللغة العربية أساسها “رهب” بمعنى خاف، وأرهب فلانا بمعنى خوفه وفزعه، والإرهابيون وصف يطلق على الذين يسلكون سبل العنف لتحقيق أهدافهم السياسية. عرف الدكتور حسنين عبيد “الإرهاب” بأنه “الأفعال الإجرامية الموجهة ضد الدولة والتي يتمثل غرضها أو طبيعتها في إشاعة الرعب لدى شخصيات معينة أو جماعات من الأشخاص، أو من عامة الشعب وتتسم الأعمال الإرهابية بالتخويف المقترن بالعنف، مثل أعمال التفجير وتدمير المنشآت العامة وتحطيم السكك الحديدية والقناطر وتسميم مياه الشرب ونشر الأمراض المعدية والقتل الجماعي" ووضع الفقيه شريف بسيوني تعريفا حديثا أخذت به فيما بعد لجنة الخبراء الإقليميين التي نظمت اجتماعاتها الأمم المتحدة في مركز فيينا (14←18 مارس1988):” الإرهاب هو استراتيجية عنف محرم دوليا، تحفزها بواعث عقائدية، وتتوخى إحداث عنف مرعب داخل شريحة خاصة من مجتمع معين، لتحقيق الوصول إلى السلطة"
يقول إيريك دافيد: " إن ما يميز العمل الإرهابي في هذا الاتجاه هو طابعه الإيديولوجي، فقد عرف الإرهاب بأنه “عمل عنف إيديولوجي، يرتبط بأهداف سياسية" أما الجهاد فهو عمل إرهابي طابعه ديني, لأن الجهاد عمل عنفي قسري دموي يتم القيام به ضد مجموعات بشرية لأهداف دينية.
يقول نبي الإسلام: "الجهاد رهبانيّة أمتي"
يقول محمد ابن عبد العزيز الحضيري و هو أستاذ في كلية المعلمين قسم الدراسات القرآنية عن الجهاد ما يلي: "تعريفالجهـــاد
أ- لغة: الجهاد مأخوذ من الجهد : وهو الطاقة والمشقة ، وقيل : هو بالفتح المشقة ، وسمي بذلك لما فيه من المشقة ، وبالضم: الطاقة والوُسْع وسمي الجهاد به لما فيه من بذل الوسع واستفراغ الطاقة في تحصيل المحبوب أو دفع مكروه،
ب- شرعًا: تطلق كلمة الجهاد في الشرع مرادًا بها أحد معين
1-
المعنى العام : بذل الوُسْع في حصول محبوبِ الحَّـق ودفع ما يكرهه الحَّـق ، وهذا تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية.
2-
المعنى الخاص: بذل الجهد في قتال الكفار لإعلاء كلمة الله والنصوص الواردة تدل أحيانًا على العموم كما في قوله تعالىالمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه) رواه أحمد وابن حبّان والحاكم وصححاه ، وقوله صلى الله عليه وسلم للذي استأذنه في الجهاد أحيّ والداك،قال نعم،قال ففيهما فجاهد) رواه البخاري.

ولكن لفظ الجهاد إذا أطلق فالمراد به قتل الكفار لإعلاء كلمة الله تعالى قال ابن رشد في مقدماته (1/369) <<الجهاد في سبيل الله إذا أطلق فلا يقع بإطلاق إلا على مجاهدة الكفار بالسيف حتى يدخلوا الإسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ومما يدل على ذلك ما رواه أبو سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال قيل: يا رسول الله، أي الناس أفضل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مؤمن يجاهد يتقي الله ويدع الناس من شده>> رواه البخاري فالثاني مجاهد لنفسه ولكنه أطلق الجهاد على الأول.
وليس جهاد النفس هو والجهاد الأكبر على الإطلاق كما يزعمه بعضهم، فإن (وصف قتال الكفار بالجهاد الأكبر مغالطة لم يدل عليها دليل من كتاب ولا سنة، ثم إن من جاهد نفسه حقيقة ً حتى تغلب عليها فإنه يسرع إلى امتثال أمر الله عز وجل، ومن تأخر عن قتال الكفار فليس بمجاهد لنفسه على امتثال أمر الله ، فالتذرع بجهاد النفس قد يكون من الحيل الشيطانية الصارف للمسلمين عن جهاد أعدائهم، وجهاد النفس يندرج تحته أنواع كثيرة من أهمها جهاد: العبد نفسه على إخلاص العبودية لله سبحانه، والبراءة من الشرك وأهله، ولا شك أن المجاهد في ميدان القتال إذا لم يحقق إخلاص العبودية لله...لا يستفيد من جهاده, فعلى هذا لا يقال: ما مرادك بجهاد النفس، هل تريد جهادها على تحقيق التوحيد.. أم تريد تهذيبها وتزكيتها بالأذكار والنوافل، فإن كنت تريد الأول فلا شك أنه أكبر لكن ينبغي أن يقال جهاد النفس على تحقيق التوحيد أكبر من غيره، وإذا أردت الثاني فلا شك أن الجهاد أكبر منه وأفضل، وأما الحديث المروى(رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر) فهو ضعيف..)(بتصريف من كتاب أهمية الجهاد للعلياني/ 121
إذا و كما أسلفنا فإن الجهاد هو عنف باسم الدين و بتوجيه من الدين و لتنفيذ أوامر دينية مهما كانت التفسيرات و التحاليل و الاستنتاجات, و عليه يمكن اعتبار أن الجهاد مهما تكن أنواعه أو أسبابه فهو إرهاب ضد الآخرين لأغراض و دوافع دينية و بمبررات, و هناك سبعون حديثا في الإسلام تحضّ جميعها على الجهاد, فهو فريضة على كل مسلم.
3 هل الرجل الملحد هو بالضرورة شخصٌ سيئ؟
إنّ الإنسان حرّ بإرادته و بعقله و بطريقة تفكيرهو و بنمط سلوكياته, لهذا فهو حرّ باختياره. و الاختيار عند الإنسان يتوقف عليه و هو يفعل هذا أو يتوجه إلى هذا الاختيار أو ذاك بملء قناعته و إرادته دون غصب أو إكراه, و هذا من حقه. لا يوجد قانون في الأرض يمنع الإنسان من اختيار توجهه و متى كانت هناك موانع تقف في طريقه, فهي تصرفات قمعية و دكتاتورية و تعسفية ليست من الحق في شيء بل هي باطلة و هي ضد إرادة الحياة. من حق كل إنسان أن يختار نهجه و معتقده دون أن يكفره أحد أو أن يتهمه بصفات ليست منطقية و لا موضوعية. أن يؤمن الإنسان أو يكفر فهذا شأنه, ليس لأحد الحق في أن يتعدى على حريته أو يغتصب ممارسته لحقه تحت أية مسميات أو دواعي أو أفكار. و للتذكير فإن عدد الملحدين و اللادينيين يزداد يوما بعد يوم و هو يزيد عن المليار و النص مليار تقريبا في العالم. و في المجتمعات العربية و الإسلامية يصاب الكثير من الشباب بالإحباط لما يسود هذه المجتمعات من أفكار غير مقبولة و غير معقولة و غير عصرية و غير منطقية يتم تنفيذها بالإكراه أو بالضغط أو بالقوة على الناس, لهذا نرى موجة الإلحاد أو ترك الإسلام كثيرة في هذه المجتمعات. من وجهة نظري فإن الملحد ليس سيئا, فهو لا يقوم بتفجير نفسه باسم الدين هنا و هناك و لا يقتل الآمنين كما يفعل الجهادي المتدين باسم الدين مثلا, أيهما أفضل بنظرك؟ كما لا يمارس وسائل قمع فكرية من أجل ترهيب الآخرين, إنه شخص مسالم يحب الدفاع عن فكرته و معتقده, متى دعت الضرورة لذلك, و هذا من حقه, فإن كان مخطئا أو غير مخطئ فلا يحق للبشر أن يحاسبوه. سيحاسبه بالنهائية من بيده الحساب و صاحب الحساب ليس من البشر أي أنه و بكل تأكيد لا يعيش معنا هنا على هذه الأرض! فمن يعطي الحق لنفسه بمحاسبة الملحد, فهو يعمل ضد إرادة الحياة و قانونها. دعوا الناس و شأنها.
يتبع....
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس