آزخُ التّاريخ
شعر/ فؤاد زاديكه
(آزخُ)1 التّاريخِ في قلبِ الزّمانِ
نبضُها المُحيي شعوري و اتّزاني
كلّما استوحيتُ مِنْ ماضيها حرفًا
أشرقَ الماضي بوجدانِ المغاني.
لهجةٌ عاشتْ لتبقى لن تزولَ
طالما الأحفادُ يومَ المعمعانِ
مثلما آباؤهم كانوا تراهم
قوّةَ الإصرارِ و العزمَ اليماني
فخرُهم أجدادُهم أيّامَ عاشوا
محنةً, لم يقبلوا ذلَّ الهوانِ
قاوموا و استبسلوا فَردًا و جَمعًا
لم يكنْ مِنْ بينهم قلبُ الجبانِ
أرعبوا أعداءَهم و الخصمُ عاشَ
غيظَهُ المكظومَ مخذولًا يُعاني
قَدّموا أرواحَهم كي لا يُذَلّوا
لقّنوا خصمًا دروسًا في معاني
إنْ هُمُ قالوا (إجينا) يعني (جِئنا)
(موظَعِي) يعني (مَحلّي) أو (مَكاني)
(أشْقَدٌ) نعني بها (كَمْ) أمّا (بَشْقَدْ)
إنّها تعني (بِكَمْ) حسْبَ اللّسانِ
لهجةٌ أحبَبْتُها, أنشأتُ فيها
بعضَ أشعاري, مقالاتي الحِسانِ
قد عشِقتُ قلبَها و الرّوحَ (بوشًا)
و التي تعني (كثيرًا) بالبيانِ
ألّفَ القاموسَ يُحييها (بشيرٌ)2
(كُمّكيٌّ)3 رائعٌ كان التقاني
جئتُهُ نقدًا و تقويمًا جميلًا
قَدّرَ الإسهامَ منّي و احتواني
لهجةٌ فيها الغِنى من مُفرداتٍ
(طَپّكاتٍ)4 (فِالشِّتِه)5 و (الكَرْسبانِ)6
و اصفرارُ الوجهِ مَربوطٌ بداءٍ
لا علاجٌ غير ذاكَ (الكَهْرَبَانِ)7
هكذا ألفاظُنا تحلو بشدوٍ
مَنْ هَوى شرًّا فَداءُ (الزّعلطانِ)8.