هذي الثقافةُ تنتمي للنارِ
للعنفِ و الإرهابِ و الأشرارِ
هذا انتقامُ الجهلِ يضربُ فاصلاً
بينَ الحضارةِ بانتدابِ دمارِ
بدعائمَ اعتادتْ عقودُها أنمُطاً
لثقافةٍ رفضتْ سبيلَ حِوارِ
و تربّعت عرشَ المصائبِ بؤرةً
بفسادِ عُقلتِها و حُكمِ شعارِ.
يتغلغلُ التلفُ الخبيثُ تآكلاً
فيزيد من خطرِ البلاءِ بدارِ
و يفارقُ الفرحُ المُقيمُ بحاضرٍ
و يجاهرُ القلقُ المُخيفُ بعارِ
و نموذجُ البغضاءِ خيرُ مُعَبِّرٍ
و جرائمُ السفّاحِ مِلءِ مدارِ.
هذي الثقافةُ قد توسّعَ مَدّها
و علتْ رِكابَ حياتِنا بمزارِ
لكأنّها كُتِبَتْ على أقدارِنا
و تفاقمتْ ضرراً بفعلِ قرارِ
تتشابهُ الأحوالُ بين قديمِها
و حديثِها, اتّجهتْ إلى التيّارِ
عصفتْ شتاءَها و القنابلَ و الأذى
و شراعُ غطرسةِ الغباءِ بنارِ
لتخوضَ معمعةَ الظلامِ بجهلِها
و تصبّ نقمتِها على الآثارِ
آثارِ كلِّ فضيلةٍ وضعتْ رؤىً
لِتَقَدّمٍ صبغَ الحياةَ بغارِ
و لفكرةٍ حملتْ نقاءَ عذوبةٍ
و تحرّرٍ لبلوغِ نورِ نهارِ
تتحطّمُ القيمُ الجميلةُ عُنوةً
لتحلَّ مَوضِعَها ثقافةُ نارِ.