قِفا نبكي
قِفا نبكي فقدْ هانَ البكاءُ
على وضعٍ ذليلٍ و العزاءُ
إماءُ الناسِ أصبحنا و ذلٌّ
على أنفاسنا منه اكتواءُ.
زعمنا أنّنا خيرُ الأنامِ
و شرٌّ غيرُنا بل و البلاءُ
و لو ندري صحيحَ القولِ قلنا:
شعوبٌ لم يعدْ فينا حياءُ.
بلادُ الغربِ تسعى لانتعاشٍ
و نحن دأبُنا العيشُ الخواءُ.
علومُ الغربِ تسمو في رقيّ
و صارَ الخادمُ الغربَ الفضاءُ
فأعطوا منجزاتٍ ليس حصرٌ
لها في روحها الدعمُ البناءُ
و نحنُ اليومَ نبكي حالَ ماضٍ
و كم أثرى بماضينا الغباءُ
جعلنا الجهلَ و الخوفَ ابتكاراً
و قلنا أمّةٌ فيها البقاءُ
بقاءٌ؟ هل بقاءُ الجهلِ فيه
جمالٌ أو أمانٌ أو رجاءُ؟
كفانا خِسّةً ذلاًّ و جهلاً
فلا صبحٌ لنا. نحن المساءُ.
بحقّ اللهِ هل لا زلنا نصبو
إلى شيءٍ و يغرينا اشتهاءُ؟
فحكمٌ واقعٌ لا بدَّ منه
لهذا الوهم يجلوهُ الجلاءُ
كذبنا ملءَ أفواه و رُحنا
على ما فينا يهتزّ الشقاءُ
ليرسي مجدَه في بطنِ شعبٍ
كليلِ الفكرِ يحدوهُ الوباءُ
غرسنا في عقولِ النشء فكراً
ضريراً فاسقاً, و الجهلُ داءُ.
قِفا نبكي و نشكو من حياةٍ
فإنّ الموتَ خيرٌ يا فناءُ
تحدّينا على مرّ الزمانِ
فلم يأتِ التحدّي ما نشاءُ
و عشنا آخرَ الأقوامِ وزناً
و تقييماً, وقد أشقى الرياءُ
ضللنا و اتهامُ الغيرِ سترٌ
لما من عيبنا إنّا الهُراءُ.
قِفا نبكي على أطلالٍ فكرٍ
عقيمٍ ليس يشفيه الدواءُ.