حثالاتُ البشريّة
شعر: فؤاد زاديكه
يكتبُ التاريخُ أفعالَ الشعوبِ
منها ما بالنورِ, منها بالشحوبِ
فالذي تعطيهِ من مجدٍ و علمٍ
من ثقافاتٍ و من فنٍّ نجيبِ
إنّما الموصوفُ و المحكيُّ عنهُ
هكذا التاريخُ يبقى بالقلوبِ
راسخَ الذكرى حميدَ الوصفِ, ليس
يعتريهِ الشكُّ أو لؤمُ الكَذوبِ
إنّ للأوصافِ ميزانَ اعتبارٍ
حيثُ تقييمٌ دقيقٌ في مُصيبِ
ليس خلطٌ, لا انتحالٌ, لا ادّعاءٌ
إنّها الأحداثُ في العمقِ القريبِ
لم تكن تأتي على ما في مداها
من رقيٍّ دونَ مجهودٍ دؤوبِ.
فالحثالاتُ التي لا خيرَ فيها
إنّها عبءٌ على كلِّ الشّعوبِ
تعبدُ الأوهامَ و الماضي طويلاً
مثلَ أصنامٍ على وعدِ الغيوبِ
عاينوا أحوالَها, لا تتركوها
حرّةً, إرهابُها ثرُّ الجيوبِ
علّموها, ثقّفوها, حضِّروها
كي ترى نوراً بأعقابِ الغروبِ
إنْ هِيَ استولتْ على أمرٍ, أباحتْ
كلَّ محظورٍ بسيفٍ أو رقيبِ.