مَنْ دَقَّ بابَكَ ملهوفًا و مُحتاجَا ... ما خابَ ظنُّهُ إذْ أكرمتَ أفواجَا
فالعينُ أغزرُ مِنْ نبعٍ متى نظرتْ ... و القلبُ أعمقُ مِنْ بحرٍ إذا هاجَ
يا أيُّها المانحُ الإكرامَ نشهدُهُ ... وجهَ المَلاحةِ فاقَ البحرَ أمواجَا
كالنّورِ يُشرقُ بالأسحارِ يجعلُها ... كالوشيِ يجمعُ أفرادًا و أزواجَا
يستقطِعُ الهمَّ كي يجلوهُ مُنْتَزِعًا ... منهُ العروقَ لكي يرتدَّ أدراجَا
تبغي السّكينةُ أنْ تحتلَّ موقعَها ... مِنْ نَفْسِ ضيفِكَ لا يعتلُّ إزعاجَا
مَنْ جاءَ دارَكَ لنْ يُرمى بخيبتِهِ ... ما عشتَ تُحجِمُ عنْ عزٍّ سما تاجَا
تُعطي بكفِّكَ يا شهمًا لِتُمْطِرَهُ ... فَيضًا تكرّمَ عاشَ النّهجَ منهاجَا
ما خابَ ظنُّهُ بالمَسعى و في طلبٍ ... رقَّ النّسيمُ بقربٍ منكَ إنْ ناجَى
هذي الأصالةَ في يومٍ يلوذُ بها ... مَن جاءَ يطمعُ منكَ القُرْبَ مُحتاجَا