ريشتي هَيّا دعينِي ... في مدىً فيهِ مُعينِي
ما تَوَجَّسْتُ انحسارًا ... طاغِيًا عبْرَ السِّنينِ
فانتهاكُ الحَرْفِ عُرْفًا ... أسقطَ استقواءَ دينِ
إنّني اسعى طويلًا ... كي تكوني في يَمينِي
ريشةً أحسَسْتُ فيها ... عالَمًا يُغري حنينِي
لاشتياقِ الرّسمِ حَرْفًا ... في مُحاكاةِ الثّمينِ.
رافَقَتْ أطوارَ عمري ... وحيَ آفاقٍ تُرينِي
عِشْتُها ليلًا صديقًا ... مُؤنِسًا كانتْ بِلِينِ
رُبّما منها جفاءٌ ... كانَ مِنْ حينٍ لِحِينِ
لم يَغِبْ عنها شعوري ... عَوّضني عَنْ حُزونِي
واكَبَتْ إيقاعَ نظمي ... قارَبتْ همَّ الشُّجونِ
قُوّةً تَحمي شُعوري ... مِنْ مَطَبّاتِ الأنينِ
حيثُ تأويلُ المعانِي ... في قِراءاتِ الفُنونِ
دونَ تَعكيرٍ ثَقيلٍ ... دونَ تَكوينٍ بَدينِ
يرتَقي باللفظِ روحًا ... والمعاني في رَصينِ
ريشتي الحَسْناءَ هَيَّا ... وَهْجَ إبداعٍ أَرِينِي.