عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-02-2007, 08:34 PM
وديع القس وديع القس غير متواجد حالياً
Platinum Member
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 796
افتراضي لا تتراجع عن الحقّ ..!



لا تتراجع عن الحق..!

قيل عن نابليون:
انه بينما كان مشغولا ً في معركة ( ووترلو ) أَسرَ احد جنوده عازفا ً على المزمارمن الذين كانوا يقطنون الجبال .
أنجذب الإمبراطور إليه بسبب ملابسه المميزة ، والمزمار الذي كان يحمله .
وطلب منه أن يعزف بعض المقطوعات ، فأطاع . ثُم عاد وأمره أن يعزف لحنا ً مُعينا ً، هو لحن المارش العسكري للتقدّم إلى الأمام ، فأطاع أيضا ً.
وأخيرا ً طلب منه أن يعزف لحن الإنسحاب والرجوع إلى الخلف .!
وهنا رفض الرجل ، وبكل حزم قال : لا .. لا أستطيع ، لأنّني لم أتعلّم هذا اللحن من قبل ، ولن أتعلّمه ، ولن أعزفه ..؟.!
تعالوا معي يا أحبّائي نتأمّل هذه القصة القصيرة بقول ٍ أجلّ َ وأسمى وأعمق ..
قاله الرب يسوع له المجد : - مَن يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء لا يصلح لملكوت الله –لوقا 9 : 57.
فإذا كنت يا أخي – أختي : قد قررت أن تعيش للرب الذي أحبّك ، فليس هذا قرار اليوم فقط، حتى تتراجع عنه غدا ً . بل هو قرار كل يوم ، وكل ساعة ،
وإنّ القرار الذي يُريد أن يتبع المسيح يجب ألاّ ينظر إلى الوراء ، وأن لا ينسحب من المعركة – معركة الحياة ..؟
الحياة مع المسيح بناءٌ كما أنها حرب، فكلما أردنا بناء أنفسنا في الإيمان لقيناالمقاومة.. والحياة الإيمانية جهادٌ أكبر- داخلي مع النفس، كما أنها جهاد أصغر معالمصاعب التي تقاومها من خارج النفس. هي مثل بناء برج أو جهاد في معركة حربية.. وكلمن يريد أن يتبع المسيح يجب أن يعطيه المكان الأول في حياته قبل كل علاقاتهالاجتماعية والاقتصادية،( وعليه أن يصلب الجسد مع الأهواء والشهوات -غلاطية 5: 24)( وعليه أن يحمل صليبه كل يوم ويسير وراء المسيح متتلمذاً له -لوقا 14: 27 )
أحبّائي يجب ألا ننسى إن رجلا ً ذا رأيين هو – متقلقل في جميع طرقه – يع 1 : 8
يقول السيد المسيح في يوحنا 8 : 31 لليهود والأمم الذين آمنوا به: إذا ثَبتّم في كلامي ، صرتم بالحقيقة تلاميذي 32 – تعرفون الحق والحق يحرّركم .
إذا ً : الله هو الحق وهو الحياة وتعاليمة ووصاياه نابعة من واهب الحق وواهب الحياة والحياة الفُضلى للبشرية جمعاء ، ووهبها مجانا وبمحبة وصفاء .
ويؤكد الرسول يعقوب في -1 : 13 قائلا ً : الله غير مجرّب للشرور، وهولا يجرّب أحدا ً .ومن هنا يتّضح لنا بجلاء أنّ :
-الله لا يستطيع أن يخلق الشر ، لأنّه صالح .
-الله لا يستطيع أن يرتكب الأخطاء ، لأنّه كامل .
-الله لا تصدر منه الخطيئة ، لأنّه طاهرٌ وقدّوس .
إذا ً الرجوع عن تعاليم الله تبعدنا عن النعمة الإلهية الذي وهبنا إياها بابنه يسوع الذي أحبّنا حتى الموت ، وصرنا نتبع مصالحنا ونزواتنا الأرضية التي تكمن فيها كل أنواع الشرور..وأصعب هذه الشرور – هي التي تتعلق في إخلاقياتنا نحن ويؤكد روح الرب :لو كنت بعد أرضي النّاس ، لم أكن عبدا ً للمسيح – غلاطية – أي هل : أنا أستعطفُ النّاس ..؟ ..كلاّ بل أستعطف ُ الله . أيكون أنّي أطلب رضى الناس ..؟ فلو كنت إلى اليم أطلب ُ رضا الناس ، لما كنت ُ عبدا ً للمسيح 1 : 10 .ويقول : ليقل الضعيف بطل ٌ أنا ..! يعظم انتصارنا بالذي أحبّنا – يوئيل 3 : 10 - كما يؤكد روح الرب : ولكننا في هذه الشدائد ننتصر كل الانتصار بالذي أحبّنا ، وأنا على يقين أن لا الموت ولا الحياة ، ولا الملائكة ، ولا رؤساء الملائكة ، ولا الحاضر ولا المستقبل ، ولا قوى الأرض ولا قوى السماء ، ولا شيء في الخليقة كلها ، يقدر أن يفصلنا عن محبّة الله في المسيح يسوع ربّنا – رومية 8 : 37 ، 38 .- إذا ً :
إذا ً :الشر الأخلاقي إنساني بحت، يرتدي عباءة الأنانية والضلال، أو الجشع والتعصب، الكره أو الجبن – وكلها عناصر تنحدر بالإنسان إلى مستوى أدنى بكثير من الحيوان. والطريقة المثلى لمحاربة الشرِّ هي في صفاء الرؤية والنبل والتسامح والتجرد والشجاعة والحب. "الأنانية أساس كلِّ شر"- بحسب الفيلسوف الألماني المثالي إيمانويل كانط .
وخاصة عندما تغرق الأنانية في الكره أو التعصب.يجب أن نخوض المعركة ضد ذواتنا لنحارب الشرَّ أفضل من أن نخوضها ضد الآخرين .
وفي وسط هذه الشرور الناجمة عن عدم معرفة الحقيقة نجد أنفسنا غارقين في الإشراطات التي ينبغي علينا الخلاص منها في نطاق الإيجاب، والتحرر منها بفعل المعرفة والوعي اللذين يُشيَّد عليهما "الإيمان الحقيقي" الذي لا يتزعزع – الإيمان الذي يقول بولس إنه "عطية الله"، ثم يصرِّح لتلميذه تيموثاوس بأنه لا يخجل لأنه "عالم بمن آمن"، أي أنه آمن عن معرفة.
فيجب أن نعمل للمسيح بفكر وروح المسيح ، لا بامكانياتنا وقدراتنا المحدودة ، بل بعجائبه وبقوته الغير محدودة التي تعطيك الشجاعة وعمل المستحيل .
ولنعمل الصلاح ونكون مع الرب بتحقيق تعاليمه ووصاياه ، بغير يأس أو تذمّر أو تراجع ، فعندما نعرف الحق ، ونتبع الحق ، سيكون حضور الله موجودا ً بدون استئذان لعمل المعجزات في حياتنا ..؟.!
__________________
الذين يثبّـتون أنظارهم إلى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض
ابو سلام
رد مع اقتباس