شَوقِي إليها كَشَوقِ العُشْبِ للمَطَرِ ... هَذي فتاتي على إيمَائِها العَطِرِ
أحْيَتْ فؤادي بِطِيبٍ مِنْ روائِعِها ... حُسْنٌ بَديعُ الرؤى يَخْتالُ في خَفَرِ
قالَتْ لِروحِي: علامَ اشْتَقْتِ طَلَّتَنا؟ ... ما كانَ رَدٌّ لأنَّ الرّوحَ لَمْ تُشِرِ
إلّا إليها بإيماءٍ يُغَازِلُها ... فَهْيَ الغِنَاءُ مَتى أنْشَدْتُ في سَفَرِي
تُبْدِي حَيَاءً رَقِيقًا في مُوَاصَلَةٍ ... مِنْها, أزالَتْ بَقَايَا الخَوفِ والحَذَرِ
شَوقِي عَظيمٌ إلى آفاقِ طَلْعَتِها ... فاقَتْ بَهَاءً جَمالَ البَدْرِ والقَمَرِ
شَمْسٌ أطَلَّتْ لِتُحْيِي عِشْقَ ذَاكِرَتي ... والشِّعرُ صَوتٌ إليها ظلَّ مِنْ قَدَرِي
رَبَّاهُ كُنْ لِي مُعِينًا مَا إذَا سَرَحَتْ ... عَنِّي بَعيدًا, وَلَمْ تُقْبِلْ إلى نَظَرِي
فالعينُ لَيْسَتْ بِغَيرِ الضَّوءِ رَائيةٌ ... مَلْقاهَا ضَوئِي ونُورٌ في مَدَى بَصَرِي.