مِنِّي حِفَاظًا على إحساسِ (صاحِبِنَا) ... جِئْتُ ابْتِعادًا عَنِ التّدقيقِ بِالخَبَرِ
إذْ قِلَ وَغْدٌ وَضيعٌ غيرُ مُرْتَدِعٍ ... هل هذا نوعٌ جديدٌ صار كالقَدَرِ؟
فالسوءُ منهُ على أنواعِهِ صُوَرٌ ... عَفَّ الّلسانُ عَنِ اسْتِحضارِهِ القَذِرِ
لم يُذْكَرِ الخُبْثُ يومًا في مُعادَلَةٍ ... إلّا و كانَ لهُ فيهِ مِنَ الصُّوَرِ
ما لا تُعَدُّ و لا تُحْصَى فَمَنْطِقُهُ ... دومًا بَذيءٌ سَليطٌ دونَما حَذَرِ
يَحْتالُ قَولًا و فِعْلًا ليس يُرْدِعُهُ ... صَدٌّ و رَدٌّ و لا تَقْريعُ مُعْتَبَرِ
قد ماتَ منهُ ضميرٌ منذُ نَشأتِهِ ... إنّ الضّميرَ هُوَ السّاعي إلى الخَطَرِ
لو كانَ مَيْتًا, فلا خَيرٌ تُؤَمِّلُهُ ... مِنْهُ بَتَاتًا, لأنّ الحِسَّ في سَفَرِ
قد قِيْلَ عنهُ كَثيرٌ لستُ مُورِدَهُ ... لكنّ بَعْضًا أتاهُ السَّرْدُ في عِبَرِ
واشٍ تَمَنْطَقَ بالإنْكارِ مُلْتَزِمًا ... شَخْصٌ مَريضٌ عقيمٌ ليسَ مِنْ بَشَرِ
حَمْدًا لِرَبِّي قليلُ منهمُ عَدَدٌ ... إنّ المُصيبةَ لو كانُوا على كُثُرِ.