ليس الدينُ صنماً
لنْ أجعلَ مِنْ ديني صنماً
أتَعَبَّدُهُ ليلاً و نَهارْ
إنْ كانَ الصّنمُ بلا عقلٍ
و بِبَهْرَجَةٍ يعمي الأبصارْ
إنْ عاشَ أصَمّاً أو أعمىً
إنْ شاءَ يُقَصِّفُ بالأعمارْ.
لن أجعلَ مِنْ ديني فكراً
إقصائيّاً، يَلِدُ الأعذارْ
لن أجعلَ مِنْ ديني خوفاً
يجتاحُ الغيرَ بأيِّ قرارْ
لنْ أجعلَ مِنْ ديني قَهراً
يغتالُ مَهاراتِ الأفكارْ
لن أجعلَ مِنْ ديني سيفاً
يبتزُّ مساراتِ الأحرارْ
لن أجعلَ مِنْ ديني حجراً
كي يكسرَ نافذةً للجارْ
لن أجعلَ دينيَ إعصاراً
للغيرِ متى قصدَ الإبحارْ
لن أجعلَ مِنْ ديني شعاراً
كي يخدمَ أطماعَ "التجّارْ"
لن أجعلَ ديني مَشروعاً
للشرِّ، لكي أرضي الأشرارْ
لن أجعلَ مِنْ ديني جداراً
للفَصلِ و لا سَدّاً و سِتارْ
لن أجعلَ مِن ديني ضِيقاً
بَلْ وِسْعاً يخترقُ الأمصارْ
لن أجعلَ من ديني سبيلاً
لسقوطٍ و بلاءِ الإعصارْ
لن أجعلَ إيماني سبباً
للظلمِ و لا مَسعىً للعارْ
بل أجعلُ مِنْ ديني سلاماً
و فضاءً يفعَمُ بالأنوارْ
و سأجعلُ مِنْ نفسي شهيداً
كي يسمو الفكرُ عن الإضرارْ
بالغيرِ و إنْ حملوا فِكراً
ينساقُ إلى فِعْلِ الأضرارْ.
سأدوِّنُ في هذا شعوري
و بأنبلَ ما طرقتْ أشعارْ.