تبلّد العشق!
حين ناولتني
كوبَ الماء
من محرابِ شفتيها
تبلّد عشقي
و تجمهرتْ شراييني
تقتحمُ آفاقَ العزفِ
تموجُ في همسة الوهجِ
تجترحُ عجائبَ
لم يفعلها أحدٌ من قبلُ!!!
حينَ قابلتني
بابتسامةٍ مشرقةٍ
من محيّا
زمرّدة فجرها
هزمتْ كوابيسَ خوفي!
أغشي عليّ...
أيقنتُ أنّ النهاية
آتيةٌ لا محالة
و أنّ الولادة الجديدة
ستلد من رحم
سمفونيّة الموت
عشقاً بليداً
ولّده الموتُ
فصار له اباً!
أبحرتُ في تلاوين الجذور
أستنشقُ عبق التراب
وأرشفُ كؤوس الشّفق
فأجفلتْ عيناي
وتناسقت ركبتاي
وعلتْ وجهي
ابتسامة الانتصار!
سخرتُ من ذاتي
كيف أنّي
لم افعل هذا
من قبلُ!
لملمتُ جراح
أمنياتي الخضر
غزلا رقيقاً
وأوغلتُ في عالم الليلِ
أزحفُ نحو
نهايات الغروبِ
منتشياً من
خمور الجمال!
حتّى ولجتُ
فوّهة المتعة المورقة
فأحسستُ بصوفيّة
الوجد المشبع
بروح الله
المتجليّة في إرث
عطائه الساحر.
وعيتُ تجليّاته
و استلهمتُ إبداعات خلقه
وفتحتُ صدري
أنتشي من أمواج نسائمه
و أقتفي آثار حكمته!
مؤمناً بقدري
كعاشقٍ يحلمُ
بطيور الفرح
وصرتُ أهتفُ
بأعلى صوتي
منادياً
ألق الفرح
ليرسو في
شواطئ دفئي
عنواناً معبّراً
عن شموخ روحي
عن نزاهة فكري
و عن براعة قلمي!
و هناك كانت الكلمة
هناك كانت البداية
و هناك صارت النهاية
لكي تشرقَ
بشاشةُ الشمس
فتعبر آفاق الأزل
مانحة حلم الرجاء
و اخضرار الوفاء
منادية باسم
الحبّ والمحبّ
ليلدَ العشق البليد!