هذي رسالةُ عاشقٍ
الصّمتُ فيهِ مرارةُ الخذلانِ
و البوحُ فيهِ عذوبةُ الألحانِ
و الرّوحُ بينهما تمارسُ صنعةَ
لتبوحَ في شوقٍ على الأفنانِ
فلربّما تختارُ صمتَ شجونها
و لربّما استرسالةَ الأكوانِ
لتعدّ للأيامِ وجبتّها التي
لا توقدُ الأفكارَ بالحرمانِ
و لقد عرفتُ بأنّها في داخلي
في لهثها المحمومِ دونَ توانِ
لا تغمضُ العينينَ بل هيَ تسرحُ
في حَومةِ التذكيرِ و النّسيانِ
تتألّقُ الأشياءُ تحتَ سمائها
و تعطرُ الأجواءَ بالرّيحانِ.
الصّمتُ يقتلها و يُقعدُ حسنَها
و البوحُ يرسلُها إلى العنوانِ.
شفتي تصادقُ رغبتي و تثيرُها
فعساها روحي أن تعي وجداني
فأنا أطيّبُ ذكرَها ببلاغتي
و أنا أرصّعُ خدَّها ببياني!
هذي رسالةُ عاشقٍ متفهّمٍ
خَبِرَ الحياةَ و عاشَ روحَ زمانِ
تتراقصُ الأفكارُ و هي طليقةٌ
و حبيسةٌ مكبوتةُ في آنِ!
و لأنّ صمتيَ راغبٌ متمرّدٌ
و لأنّ بوحيَ في صدى الخفقانِ
حاولتُ أجمعُ دفءَ صوتٍ هائمٍ
و رجاءَ صمتٍ هادئ نشوانِ
فنجحتُ في مسعاي بانَتْ روعتي
ببراعةِ الإفصاحِ و التّبيانِ!