ليس للأقدار حكمٌ
هل هيَ الأقدارُ شاءتْ أو تشاءٌ؟
أم هوَ الربُّ, الذي منهُ القضاءُ؟
لا أرى الأقدارَ في أمرٍ تشاءُ
دونَ إذنِ الربِّ, و الربُّ العطاءُ.
لا يصحُّ القولُ ( أقدارٌ تشاءُ)
صَحّحوا المفهومَ, كي يُؤتى استواءُ.
ليس للأقدارِ أن تعطي قراراً,
أو لها حكمٌ و بَتٌّ و انتقاءُ.
يضعفُ الإنسانُ في وقتٍ, فيسعى
جاهداً تبريرَ ما فيهِ البلاءُ
مُصدِراً حكماً ضعيفاً, دونَ وعيٍ.
ليسَ للأقدارِ أمرٌ أو قضاءُ.
واقعُ الإنسانِ مرسومٌ بعلمٍ
شاءَهُ الخلاّقُ, يجلوهُ الصّفاءُ.
واقعٌ يقضي بما الإنسانُ يأتي.
فيهِ منْ داءٍ كما فيه الدواءُ.
موجةُ الأقدارِ لا تأتي جزافاً
حكمةٌ للهِ فيها و الرّجاءُ
كي يكونَ الناسُ في علمٍ و فهمٍ.
كلُّ ما يجري لهُ أمرٌ مُشاءُ.
ليسَ منْ أمرٍ بهذا الكونِ جارٍ
حاصلٌ إلاّ و ربٌّ ما يشاءُ
"شعرةٌ من رأسكم, ليستْ لَتفنى
دونَ إذني" هكذا قالَ البقاءُ.
ما لأقدارٍ على الإنسانِ حكمٌ.
كلُّ ما في الكونِ مثواهُ الفناءُ.