عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 07-02-2017, 09:01 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,842
افتراضي


145

لِ"ماني الحيِّ"[1] أصلٌ بابليُّ
غَنوصيُّ[2] انتماءٍ صابئيُّ[3]

لهُ بالوصفِ ألقابٌ و منها
"أساسُ الخيرِ" و "النوّرُ البهيُّ"

تخلّى عن نعيمِ الأرضِ عاشَ
بزُهدٍ قائلًا: "إنّي النبيُّ"

"نَبيُّ النّورِ" هذا ما رآهُ
هُوَ الصّوفيُّ بالفكرِ الوفيُّ.

146

مقامًا جاءَهُ (بوذا)[4] عَليَّا
رأى الإنسانَ فكرًا جوهريَّا

سمعتُ عنهُ ما قولٌ سديدٌ
رشيدٌ كاد يغدو عبقريَّا

"عِنِ اللهِ الذي ربٌّ عظيمٌ
عَرَفتُ البعضَ حرفًا أبجديَّا

و أمّا عنْ معاناةِ الفقيرِ
فإنّي قد لمستُ الواقعيَّ".

147

دعوا الأديانَ تُبكي مُقلتيها
لِتَحكي ما لها أو ما عليها

بها أسبابُ مأساةِ الشّعوبِ
متى حاورتَ يومًا مُدَّعيها

ترى أفكارَهم غاصتْ بوحلٍ
كذا أفعالُهم جاءتْ سَفيهَا

يُقالُ اللهُ مُؤتيها إلينا
مَقولاتٌ بصدقٍ لا أعيها.

148

قَومجيُّ الفكرِ مَعصوبُ العيونِ
ليس يستهوي سوى بعضِ الظنونِ

غيرُ مَعنيٍّ بما للغيرِ فيهِ
مِنْ حقوقٍ يزدريها في طُعونِ

فكرُهُ المَهووسُ بالأوهامِ يبقى
مُستَعِدًّا في هياجٍ للجنونِ

إذْ عُروبيٌّ و قد أعماهُ فكرٌ
لا يرى بالأُفْقِ أنوارَ اليقينِ.

149

ليس مِنْ شَرعيَّةٍ تقضي بِعُنُفِ
أو لهُ تدعو بأفكارٍ و وَصْفِ

مبدأُ العنفِ احتقارٌ للمعاني
ليسَ أسلوبًا لتحريرٍ بِنَسْفِ

فانحسارُ السِّلمِ إعلانٌ خطيرٌ
لانتصابِ القمعِ في قَتْلٍ و قَصْفِ

مَنْ يُجيزُ العنفَ تأييدًا بصمتٍ
إنّما يسعى إلى إتمامِ حَتْفِ.

150

إنّها الأعوامُ مرّتْ و الليالي
إذْ بها وَخزٌ بهاتيكَ النِّبالِ

غابتِ الأحلامُ عنْ بالي و فكري
مثلما غابتْ رجاءاتُ الوصالِ

فُرقةُ الأوطانِ قد تعني كثيرًا
للذي مثلي بأفكاري و حالي

قد عشقتُ الموتَ في أرضي سعيدًا
لا بعيدًا عن هوى سحرٍ حلالِ.

151

سَبْرُ أغوارِ الحياةِ
حكمةٌ تُسعى فتأتي

لا تُوَفِّرْ أيَّ وقتٍ
كي تُوافيها بِذاتِ

طالِبُ العلمِ اجتهادٌ
في مراميها اللواتي

هُنّ آفاقُ انتعاشٍ
للرؤى في بَيِّناتِ.

152

أُنْظُرْ إلى ماضيكَ و ادرُسْ واقِعَكْ
مُسْتَخْلِصًا فَهمَ الرؤى كي ينفَعَكْ

لا تَرْتَبِطْ فيهِ مصيرًا ثابِتًا
لا تجعلِ الماضي بتاتًا مَرجَعَكْ

أنتَ ابنُ هذا اليومِ, فاسْتَمْتِعْ بهِ
و اعمَلْ بمجهودٍ لئلا يقْطَعَكْ

إِعْمَلْ بمجهودِ النُّهى في ثورةٍ
نحو العلى و المجدِ حتّى يرفَعَكْ.

153

وَجها صِراعٍ دائِمٍ لا ينتهي
إرثٌ لدينٍ صائرٌ للمُنتَهي

جاءَ انحصارًا في تَكيّاتٍ لهُ
يحيا انغلاقًا في أماني ذاتِهِ

و الآخرُ الغربيُّ عَلمانيّةً
لا يهتدي بالدّينِ أو آياتِهِ

وجها صِراعٍ لم تَزَلْ آثارُهُ
في واقعِ الإنسانِ, تَيّاراتِهِ.

154

تخضعُ النِّسوةُ دومًا للرّجالْ
حَجزُها في البيتِ تعبيرٌ لِحالْ

ليس مِنْ حَلٍّ لهذا الدّاءِ يبدو
إنّه القانونُ يسري, لا جِدالْ

سَطوةُ السّجّانِ, قُدسيّاتُهُ
أصبحتْ شَرْعًا و صارتْ في حلالْ

إذْ هُوَ الفحلُ, الذي يحلو لهُ
أنْ يرى فيها الأماني بالوِصالْ.

155

ثُلْثُ مجموعِ العرَبْ
عقلُهُ في ما ذَهَبْ

هُمِّشَتْ أحلامُهُ
ثمَّ ثُلْثٌ مُغْتَرِبْ

عنْ علومٍ أسهمتْ
في رُقيٍّ يَجْتَذِبْ

كلَّ إنسانٍ لهُ
ثمَّ ثُلْثٌ يَنْتَحِبْ.


[1] ولد مانى سنة 216 في العراق وكان في ذلك الوقت جزءا من الامبراطورية الفارسية وكان ماني فارسيا ومنحدرا من اسرة ملكية واكثر الفارسيين في زمانة كانو يؤمنون بزرادشت اما هو فقد نشا في اسرة مسيحية وكانت لة رؤي دينية وهو في الثانية عشرة وكان يبشر بالديانة الجديدة ولم يوفق في أول الامر في بلده ولذلك رحل الي الهند ومصر وهناك جعل أحد الحكام يؤمن به ثم عاد إلى فارس في سنة 242 حيث استمع اليه الملك شابور الأول وسمح له بان يدعو إلى ديانتة وظل ماني يدعو الي ديانته حتي عصر هرمز الأول حوالي ثلاثين عاما إلى ان ثار علية كهنة الزرادتشية التي كانت الدين الرسمى للامبراطورية الفارسية أعدم سنة /٢٧٦/ميلادي على يد الملك الفارسي بهرام في، جنديسابور بالإمبراطورية الساسانية وهنالك كتابات تصفه لماني في تجواله، يرتدي سروالا واسعا أصفر اللون وعباءة زرقاء وبيده عصا طويلة من الأبانوس ،متأبطا على الدوام كتاب خطه بنفسه بالغة البابلية (وهي الأرامية المشرقية في ذلك الوقت) معظم كتبه كانت بالسريانية بالإضافة إلى كتاب في مدح شابور الأول بالفارسية القديمة. كتب عنه الروائي أمين معلوف رواية حدائق النور التي تحكي عن حياته.



[2] الغنوصية أو العرفانية هو مصطلح حديث يجمع الديانات القديمة التي انعزل أتباعها عن العالم المادي الذي خلقه خالق الكون المادي، وانغمسوا في العالم الروحاني. تأثرت العديد من الديانات القديمة بالأفكار الغنوصية التي تقول بأن الغنوص (تُفسّر بمعاني مختلفة كالمعرفة أو التنوير أو الخلاص والتحرر أو التوحد مع الله) يمكن الوصول إليها من خلال ممارسة الخير والزهد في المال حتى الفقر، والتبتُّل، والسعي وراء الحكمة من خلال مساعدة الآخرين.[3] ولكنهم اختلفوا في كيفية تطبيق تلك الممارسات.



[3] ديانة الصابئة هي أحد الأديان الإبراهيمية وهي اصل جميع تلك الاديان لانها أول الاديان الموحدة، واتباعها من الصابئة يتبعون انبياء الله آدم، شيث، ادريس، نوح، سام بن نوح، يحيى بن زكريا وقد كانوا منتشرين في بلاد الرافدين وفلسطين، ولا يزال بعض من أتباعها موجودين في العراق كما أن هناك تواجد للصابئة في إقليم الأحواز في إيران إلى الآن ويطلق عليهم في اللهجة العراقية " الصبّة " كما يسمون، وكلمة الصابئة إنما مشتقة من الجذر (صبا) والذي يعني باللغة المندائية اصطبغ، غط أو غطس في الماء وهي من أهم شعائرهم الدينية وبذلك يكون معنى الصابئة أي المصطبغين بنور الحق والتوحيد والإيمان. تدعو الديانة الصابئية للإيمان بالله ووحدانيته مطلقاً، لاشريك له، واحد أحـد، وله من الأسماء والصفات عندهم مطلقة.



[4] بوذا (بالسنسكريتي सिद्धार्थगौतम) هو مؤسس ديانة أو فلسفة البوذية ويلفظ اسمه أيضا (بودا أي الساهر أو اليقظ، واسمه بالعربية البد، ج. بددة) وبوذا ليس اسم علم على شخص بعينه، وإنما هو لقب ديني عظيم، معناه الحكيم، أو المستنير، أو ذو البصيرة النفاذة] وهو الذي يعلن طريقة خلاص البشر من دائرة الولادة المتكررة (سمسارا) ولكن أتباعه حولوا تعاليمه إلى مبادئ دينية وألهوه، وتذكر الروايات أنه ولد سنة 568 ق م فيما تذكر أخرى انه ولد سنة 563 ق. م، في بلدة على حدود الهند و مملكة نيبال، وكان من أسرة نبيلة، وكان أبوه ملكا صغيرا في تلك البلاد


__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس