أنا حرٌّ بأشواقي
أنا حرٌّ بأشجاني
أنا حرٌّ بأفراحي
أنا حرٌّ بأحزاني
أنا حرٌّ و لا أدري
لصمتي أيَّ عنوانِ
بحثتُ عنه لم أفلحْ
و ما عاد بإمكاني
أزيلُ الشكّ عن قيدي
فإنّ الشكَّ أعياني!
توقّفتُ عن الذكرى
عساها تأتي تنساني
لأنّ الماضي محفوفٌ
بأفكارٍ و بركانِ
توقّفتُ عن الشّوقِ
و عن تأليبِ نسياني
و عن إحساسِ موجودٍ
و عن معنىً لألوانِ
فغابَ الكلُّ في كهفٍ
من الأسرارِ أغراني
دخلتُ الكهفَ لم أعثرْ
على كنزٍ و مرجانِ
و زادَ الشّوقُ يدعوني
فتهتُ بين جدرانِ
و خابَ المسعى مدحوراً
إلى أعماقِ إنساني!
ضللتُ زادني خوفاً
نداءٌ هزّ أركاني
تجلّى واضحاً منه
شعورُ الحزنِ أدماني
"ملأتُ كونَكَ الزّاهي
بإبداعي و إحساني
و تنويري و إشراقي
و خلقي كلَ إنسانِ
خلقتُ الموتَ لم تدركْ
له معنىً بإيمانِ
و لم تفهم مراميهِ
نحوتَ نحوَ عدوانِ
تمنّي رسمَ مقدورٍ
لك ما عدتَ تهواني
أنا مَنْ كوّنَ الدنيا
و ما فيها كبستانِ
لماذا الشكُّ و البحثُ؟
قريبٌ منكَ ديواني
تعمّقْ في معانيكَ
و روحِ الحبِّ تلقاني.
أنا إنْ جئتَ تدعوني
و ترسو بين أحضاني
فلا خوفٌ سيستولي
على دنياكَ من ثانِ"
نداءٌ بدّدَ الخوفَ
بروحِ الحبِّ قوّاني
فقلتُ: يا أبي عفواً
سأرسي كلّ إعلانِ
إلى ما فيه من خيرٍ
ليقوى أسُّ بنياني!