قومُ الصّحراء
شعر: فؤاد زاديكه
مِنَ الصّحراءِ جئتُمْ يا أعارِبْ
حملتُمْ كلَّ أسبابِ المتاعِبْ
فأبقيتم على جهلٍ, كفرتُمْ
بنورِ العلمِ, و التنويرُ غائِبْ
و مارسْتُمْ سلوكاً ليس فيهِ
سوى الأحقادِ, أو كرهُ الأجانِبْ
لأنّ الدودَ مِنْ خَلٍّ و فيهِ
فأينَ العذرُ يا قومَ العجائِبْ؟
تعَدّيتُم, غزوتُمْ, و انتهكتُمْ
حقوقَ الغيرِ مِنْ كلِّ الجوانِبْ
فرَضْتُمْ جزيةً, خضتُمْ حروباً
و طوّقْتُمْ مِنَ الأديانِ جانِبْ
فلا عاشُ اليهودُ - مِنَ التعدّي
عليهمْ - راحةً, كنتمْ عقارِبْ
و عانى منكمُ القومُ النّصارى
و مازالوا, فعلتُمْ كلَّ واجِبْ!
لماذا الكرهُ موجودٌ لديكمْ
و ضِرعُ الغدرِ و الإرهابِ حالِبْ؟
لماذا لا ترونَ الدّينَ حُبّاً
و سِلماً و انفتاحاً لا يُضارِبْ؟
لماذا السّيفُ مسلولٌ لقتلٍ,
و بارودُ انتقامٍ بالمُحاسِبْ؟
لماذا العيشُ في ضنكِ انغلاقٍ,
و في أصقاعِ أوهامِ التجاذُبْ؟
فلمْ يبقَ لكم خِلٌّ و جارٌ
و لن يبقى معَ الأيّامِ صاحِبْ.
أما مِنْ فُسحةٍ للوعي فيها
خلاصٌ مِنْ شذوذٍ غيرِ صائبْ؟
أما مِنْ منطقٍ و العقلُ يهدي
إلى الحقِّ, الذي يُعلي المراتِبْ؟
تركتمْ بصمةً للشرِّ, صارتْ
كعنوانٍ لكم, و الحقدُ طالِبْ
سيبقى وضعُكم دوماً كهذا
على خوفٍ و تدبيرِ المقالِبْ
و تشويهٍ و تَوجيهِ اتّهامٍ
لِمَنْ قد فاقكُمْ عِلماً و جانِبْ.