عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-12-2008, 11:29 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,853
افتراضي أنا و بائعة الآلدي. شعر: فؤاد زاديكه

أنا و بائعة الآلدي1




حيّيتُها و طلبتُ منها حاجتي


لم تلتفتْ و كأنّها لم تسمعِ



كرّرتُ ذلك رافعاً من نبرةٍ


للصّوتِ جاءت في دويّ المدفعِ



عابتْ عليّ الفعلَ قالت: استَحِ.


هل باحترامِ الناسِ لستَ بسامعِ؟



قلتُ: انفلقتُ لكونِ صمتكِ هالني


و أصابَ منّي كرامتي في مُوجِعِ



إنّي صرختُ عليكِ بعدَ تجاهلٍ


لكِ لم أرَ مِنْ بُدِّ في أن تُقمَعِي.



هذي الوقاحةُ لا يجوزُ لكِ بها


فعليكِ عن دعواكِ أن تتراجعي



و إذا استعرتِ بغيظِ حمقِكِ ليس لي


ذنبٌ فمنكِ تجاهلٌ قد يُفْقِعِ



سأروحُ للمسئولِ أشرحُ وضعَكِ


و أُريهِ حالَ تصرّفاتِكِ كي يعي



فإذا بقيتِ هنا كبائعةٍ أرى


أنّ الزبائنَ في هروبٍ مُسْرِعِ.



نَدِمَتْ على ما كان منها تصرّفاً


و رجتني قالتْ لا تُسيّلْ أدمُعي



فأنا أُعيلُ صغيرةً و كما ترى


إنّ الأجورَ على قليلٍ تُدفَعِ



و إذا فقدتُ وظيفتي قد لا أرى


أخرى فهل يُرضيكَ تُقلقُ مضجعي؟



حَزنَ الفؤادُ لما سمعتُ و دمعُها


يجري على خدّيها في مُتصارعِ.



قلتُ انظري إنّي سأسكتُ طالما


لن تأتي غيراً مثلَ ما جئتِ معي



إنّي عفوتُ عن السلوكِ فكلّنا


قد يُخطيءُ التقديرَ فيما يطمعِ.



فَرحتْ و قالت ربّي يحفظُ عمرَكَ.


فارقتُها و الحزنُ يملأُ أجمَعي



ثمّ استرحتُ لنبرةٍ من صوتها


أدركتُ منها الصدقَ في مُستَمتَعِ.


1- الآلدي: متاجر كبيرة و كثيرة الانتشار في أغلب الدول الأوروبية فيها مواد إعاشة و غيرها. صاحباه ألمانيان.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس