دعِ الأحزانَ
دعِ الأحزانَ يشفيها الغمامُ
و تمضي لا يعوزنّ اهتمامُ
فإنّ الهمّ و الأحزانَ تسطو
على الإنسانِ يجفوهُ المنامُ
فيغدو حائراً لا يدري أمراً
و خيرٌ أن يفوزَ الابتسامُ
فدربُ الحزنِ محفوفٌ بويلٍ
فلا أنوارُ فيها بل ظلامُ
يُحسّ المرءُ في الأحزانِ أنّ
مسيرَ الكونِ يأسٌ و انفصامُ
جفاءُ النفسِ مثل الشوكِ يؤذي
ففيه انطواءٌ و ازدحامُ
و فيه عزلةٌ تأتي ثقيلاً
على طعنٍ بها يشدو الخصامُ
فلا أمنٌ يحسّ المرءُ فيه
يدورُ الحزنُ فينا و احتدامُ
تغنّى بالأماني المفرحاتِ
و قوّي منك ما فيه اهتمامُ
بأمرِ الرّوحِ نحوَ الخير تسعى
و عشْ في مأمنٍ فيه احترامُ
و بدّدْ ظلمةَ الأهوالِ أوقدْ
شموعَ الحبّ إيماناً يُرامُ
و قرّبْ من يسوع الحبّ نفساً
و قلباً و انتعشْ. فيه السلامُ!