دعاني إليكَ ما وَجبَ التزامِي
و أوجبَهُ الصّنيعُ معَ الكرامِ
فكلُّ فضيلةٍ في المرءِ إرثٌ
و حُكمُ الإرثِ يدفعُ لاحترامِ
عَرفتُ مواضعَ التزمتْ و بعضاً
بغُبنِها أرّقتْ سُبُلَ الأنامِ
و يَصعبُ أنْ تفَسِّرَ مثلَ هذا
لقد عجزَ اللسانُ عنِ الكلامِ.
لكلِّ شريحةٍ و لكلِّ قومٍ
و كلِّ طبيعةٍ أسسُ التزامِ
يكونُ البعضُ مُنتَفِعاً فَهيماً
و يبقى البعضُ يسعدُ باحتلامِ
يعيشُ الوهمَ مختَمِرَ المَنامِ
ينادمُ ما ترتّبَ عنْ غباءٍ
بفِقهِ الكُرهِ, يدفعُ للصِّدامِ
على الإنسانِ أنْ يرِدَ انفتاحاً
بدافعِهِ المُعمّقِ للسّلامِ
و منطقِهِ المُثَقَّفِ بالتوعّي
بروحِ السّمحِ, لا حِمَمِ انتقامِ
خصائلُنا المُعَبِّرُ عن رؤانا
و عن أفعالِنا و إلى الأمامِ
يؤرّقني التشبّثُ باعتدادٍ
بغيضِ الطرفِ, مهترئِ المرامِ
يسوقُ تفلسُفاً عَفِناً مريضاً
يهاجمُ بالحزامِ و بالحُسامِ
و يجهلُ ما الحقيقةُ و المعاني
و يكفرُ بالأمانةِ كالغُلامِ
يحاولُ في سبيلِ بلوغِ مرمى
و أهدافِ الحماقةِ و الحرامِ
مضاددةَ الحقائقِ بانغلاقٍ
و وجهَ الشّمسِ في رُقَعِ الغمامِ
سحابٌ ليس ينفعُ لاحتياجٍ,
بلا استسقاءِ في شحٍّ مُدامِ.
دعاني إليكَ يا ملكَ السّلامِ
رجاءُ محبّتي و على الدوامِ
لأنّكَ خالقي, أعليتَ شأني
كإنسانٍ, و إنّكَ بالتَمامِ
تباركتِ الحياةُ بما أتاهُ
و أجزلَهُ العطاءُ بلا انفصامِ
دعتْني إليكَ في ثقةٍ حياتي
فأنتَ النورُ في كبدِ الظلامِ
و أنتَ الحبُّ مخترِقاً حياتي
يُريحُ مشاعري عندَ الزّحامِ
و يملأُ واقعي حسناً جميلاً
و خيرُ الحسنِ, خاتمةُ الخِتامِ.