عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-11-2015, 09:56 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,884
افتراضي دعاني إليكَ شعر: فؤاد زاديكه

دعاني إليكَ

شعر: فؤاد زاديكه

دعاني إليكَ ما وَجبَ التزامِي
و أوجبَهُ الصّنيعُ معَ الكرامِ

فكلُّ فضيلةٍ في المرءِ إرثٌ
و حُكمُ الإرثِ يدفعُ لاحترامِ

عَرفتُ مواضعَ التزمتْ و بعضاً
بغُبنِها أرّقتْ سُبُلَ الأنامِ

و يَصعبُ أنْ تفَسِّرَ مثلَ هذا
لقد عجزَ اللسانُ عنِ الكلامِ.

لكلِّ شريحةٍ و لكلِّ قومٍ
و كلِّ طبيعةٍ أسسُ التزامِ

يكونُ البعضُ مُنتَفِعاً فَهيماً
و يبقى البعضُ يسعدُ باحتلامِ

و لكنّ احتلاماً مثل هذا
يعيشُ الوهمَ مختَمِرَ المَنامِ

ينادمُ ما ترتّبَ عنْ غباءٍ
بفِقهِ الكُرهِ, يدفعُ للصِّدامِ

على الإنسانِ أنْ يرِدَ انفتاحاً
بدافعِهِ المُعمّقِ للسّلامِ

و منطقِهِ المُثَقَّفِ بالتوعّي
بروحِ السّمحِ, لا حِمَمِ انتقامِ

خصائلُنا المُعَبِّرُ عن رؤانا
و عن أفعالِنا و إلى الأمامِ

يؤرّقني التشبّثُ باعتدادٍ
بغيضِ الطرفِ, مهترئِ المرامِ

يسوقُ تفلسُفاً عَفِناً مريضاً
يهاجمُ بالحزامِ و بالحُسامِ

و يجهلُ ما الحقيقةُ و المعاني
و يكفرُ بالأمانةِ كالغُلامِ

يحاولُ في سبيلِ بلوغِ مرمى
و أهدافِ الحماقةِ و الحرامِ

مضاددةَ الحقائقِ بانغلاقٍ
و وجهَ الشّمسِ في رُقَعِ الغمامِ

سحابٌ ليس ينفعُ لاحتياجٍ,
بلا استسقاءِ في شحٍّ مُدامِ.

دعاني إليكَ يا ملكَ السّلامِ
رجاءُ محبّتي و على الدوامِ

لأنّكَ خالقي, أعليتَ شأني
كإنسانٍ, و إنّكَ بالتَمامِ

تباركتِ الحياةُ بما أتاهُ
و أجزلَهُ العطاءُ بلا انفصامِ

دعتْني إليكَ في ثقةٍ حياتي
فأنتَ النورُ في كبدِ الظلامِ

و أنتَ الحبُّ مخترِقاً حياتي
يُريحُ مشاعري عندَ الزّحامِ

و يملأُ واقعي حسناً جميلاً
و خيرُ الحسنِ, خاتمةُ الخِتامِ.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس