المعاييرُ المزدَوِجة
شعر/ فؤاد زاديكى
مِنْ رُدودِ البعضِ إنّا نَعْجَبُ ... عندما تنحو سبيلًا يَعْتَبُ
دونَ إعطاءٍ لِمَغزى نَقْدِها ... بالذي يَرمي إليهِ المَطلَبُ
فاجتزاءُ النَّصِّ أو تَشويهُهُ ... غَلْطَةٌ كُبرى وعَيْبُ أعْيَبُ
يجعلونَ النّقدَ مِنْ أهدافِهمْ ... دونَ تَمحيصٍ وهذا مُغْضِبُ
مَنْ يشاءُ النَّقْدَ, هذا حقُّهُ ... إنَّهُ حُرٌّ بِرأيٍ يُعْرِبُ
عَنْ معاني فَهْمِهِ أو مَوقِفٍ ... لستُ ضِدَّ الرأيِ مهما يكتُبُ
يَنْبَغي ألّا يُجافي مَنْطِقًا ... عنْ معاييرِ اتّزانٍ يهْرُبُ
فَلْتَكُنْ بالنّقدِ مِصْداقيَّةٌ ... ثمّ موضوعيَّةٌ لا تكذِبُ
بازدواجيّاتِ مِعيارٍ لهمْ ... عندَ تَقييمٍ يُعابُ المَذْهَبُ
سَعيُهم هذا – يقينًا - خائِبٌ ... إنْ بِعينٍ دونَ أُخرى تَصْعُبُ
رؤيةُ الأشياءِ في حالاتِها ... يَنبغي عينانِ فيما تَرغَبُ
لا عَلَيْنا أنْ نُحامِي رأيَنَا ... ثمَّ رأيَ الغيرِ نأتي نَصلُبُ
هكذا الأحوالُ ليستْ تَستوي ... لا ولا الأفكارُ يومًا تَخْصِبُ.