في دَرُوبِ العُمرِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
في دَرُوبِ العُمْرِ أقدَارٌ بِقَدْرِ ... بَعضُهَا مُغْرٍ, و بَعْضٌ غيرُ مُغْرِ
مُستَحِيلٌ دَرْؤهَا, فالأمرُ صَعْبٌ ... لَسْتَ تَدرِي ما سَيأتِي, لَسْتَ تَدْرِي
إنَّهَا أقدَارُنا تَخْتَطُّ دَرْبًا ... مُحْكَمًا, يَختَارُهَا قَاضٍ بِأَمْرِ
مضا لَنَا فيهَا خَيَارٌ, لا اخْتِيَارٌ ... أنْطَقَتْ أسرَارَهَا جَهْرًا بِجَهْرِ
عندمَا تَرْتَادُ ما فينَا سَرِيعًا ... تُنْجِزُ المَكتُوبَ في خَطٍّ بِسِفْرِ
عِندَهَا نَدرِي إلى أينَ اسْتَقَرَّتْ ... حالُنَا, أو كيفَ صارَتْ حيثُ تَجرِي
اِخْتَبَرْنَاهَا, خَبِرْنَاهَا رُدُودًا ... إنّها أعْيَتْ, و تُعْيِي كُلَّ صَبْرِ
بِانْعِكَاساٍ بِهَا مَرأى أُفُولٍ ... للأمانِي و ارْتِطَامَاتٌ بِصَخْرِ
في مَسَاعٍ تَجْعَلُ الإنسانَ يَشْقَى ... مِنْ عَنَاءٍ, أو يَرَى إسْعَادَ دَهْرِ
كُلُّهَا تَأتِي و مَا مِنْهَا هُرُوبٌ ... مُوجِبٌ أو سَالِبٌ يَحْظَى بِذِكْرِ
في دُرُوبِ العُمْرِ سارَتْ في أَنَاةٍ ... ثَبَّتَتْ أقدَامَهَا في رُوحِ فِكْرِ
تَرْتَئِي أغرَاضَهَا, إنَّا ضَحَايَا ... قد يُصَابُ المَرْءُ مِنْ فِعْلٍ بِذُعْرِ
هكذا الدُّنيَا كَدُولابٍ مُدَارٍ ... سَيَّرَتْ أحوالَنَا في كُلِّ أمْرِ.