[fouadzadieke]

قِراءَةٌ في مثلٍ أزخينيٍّ

[ طَيَّب الشِّي فِرُوحُو _ طَيَّبْ قَلْبُو فِيُو ]

بقلم: فؤاد زاديكى

الطَّيِّبُ في اللغة هو كلُّ ما تستلذُّهُ الحَوَاسُ و النّفسُ، و الطِّيّبُ هو كلُّ ما خلا من الأذى و الخبث، و تخلَّى عن الرّذائلِ وتحلّى بالفضائلِ. و يُقالُ فلانٌ طيِّبُ الإزار و طيِّبُ القلبِ أي طاهرُ الباطنِ. و الطِّيبُ: الأفضلُ من كلِّ شيءٍ و منهُ طِيبُ العيشِ.
طَيَّب تَطييبًا
طَيَّبَ الكلامَ: حَسَّنَهُ، جعلهُ طيِّبًا أو طاهرًا أو عفيفًا.
طَيَّبَ خاطرَهُ: أرضاهُ
طَيَّبَهُ بنفسِهِ: ناغاهُ بكلامٍ يُوافقُهُ.
طَيَّبَ الشيء: جعلَهُ لذيذًا.
صاحبُ القلبِ الطيِّبِ شخصٌ يرسُمُ البَسمةَ على الوُجوهِ و الشِّفاهِ و هو يساعدُ الآخرين عندما يحتاجونَهُ، شخصيّةٌ محبّةٌ و محبوبةٌ، و بالمختصرِ فهوَ صاحبُ قلبٍ مُتسامِحٍ، يُداوي جراحَ الآخرين بطِيبِ مَعشرِهِ و حُسْنِ تعامُلِهِ. روحُهُ صادقةٌ و نفسُهُ بريئةٌ، أينما تَواجَدَ فهو يكونُ مصدرَ فرحٍ و مسرّةٍ و راحةٍ، دافئَ الحضنِ يرتاحُ لهُ و إليهِ الجميعُ، لأنّهُ يفهمُ مشاعرَهم و يتفاعلُ معهم بشكلٍ إنسانيّ محترمٍ و جميلٍ.
هذا من حيثُ المعنى العامّ للقلبِ الطيِّبِ، أمّا في ما يَذهَبُ إليهِ بالقَصدِ مَثَلُنَا الأزخينيُّ هذا، فهو يُشِيرُ إلى الإعرابِ عن ارتياحٍ لِما هو عليه الشّخضُ من حالٍ. و قد يأتي الإعرابُ عن هذا الارتياحِ دونَ قناعةٍ أكيدةٍ منهُ، مِنْ أنّ هذهِ الحالَ تسيرُ على ما يُرامُ، فقد تكون كمحاولةٍ لقبولِ حالةَ الأمرِ الواقِعِ، أو ما آلتْ إليهِ هذه الحالُ، يُرافِقُ ذلك شعورٌ داخليٌّ بعدَمِ الرِّضى التامِّ، أي هو يُحاولُ أن يُقنِعَ نفسَهُ بما لا رغبةَ لهُ بهِ، و كأنّ الأمرَ مَفرُوضٌ عليهِ فَرْضًا. يتظاهرُ بذلك مع إيمانِهِ بأنّهُ ليسَ مُحِقًّا، فتظاهُرُهَ هذا بالرّضى هو في غيرِ مكانِهِ، أي هو مُختَلَقُ و ليس منَ الواقعِ بأيّ شيءٍ.
أقنعَ نفسَهُ و أرضاها بما هُوَ عليهِ.