[fouadzadieke]

القصيدة التي ألقيتها في حفل تأبين والدي المرحوم كبرو الياس زاديكه

شربت نخبك!


شربتُ نخبّكَ استوعبتُ موتكْ
قرأتُ حزنكَ استدركتُ صمتكْ


فهذي الشّمسُ أرختْ مقلتيها
و هاجتْ حشرجاتٌ تلغي صوتكْ!


علمتُ يا أبي علمَ اليقينِ
بأنّ الموتَ وعدٌ لنْ يفوتكْ


تركتَ غمّةًً في القلبِ حزناً
ثقيلا عندما غادرتَ تختكْ


لتقضي ما تبقّى من حياةٍ
بعيداً عنه ما أحببتَ بُعدكْ


بهذا البعد كان الشّوقُ يطغى
و كانتْ رغبةٌ لو عدتَ بيتك!ْ


رأيتُ يومَ أمّي ودّعتكَ
أتيتَ حسرةً ودّعتَ زوجكْ


و كرّرتَ اذهبي يا كلّ عمري
و شئتَ أن تراها العمرَ جنبكْ.


أتينا طالبين السّمحَ منكَ
و كنتَ دائما تأتينا صفحكْ.


تقولُ الحبّ يا أبنائي يحيا
فظلّوا هكذا. طبّقنا نصحكْ


ترانا قد أتينا اليوم نصغي
فهل تأتينا نصحاً تأتي نطقكْ؟


أبي يبدو بأنّ الشّوقَ فاضَ
لديك راغباً أنْ تلقى ابنكْ


و أنْ تلقى أباك تلقى أختاً
و أعماماً أشقاءً و أمّك!ْ


وداعا يا أبي لازلتَ فينا
تعيشُ بيننا تسقينا حبّكْ!


بحقّ الله سلّمْ حين تمضي
إلى (جوزيف) هل تعطينا وعدكْ؟


تركتَ أمّنا تبكي حياةً
و عمراً ربمّا لنْ تهنا بَعْدَكْ


فعمرٌ عشتماه في مسيرٍ
تشاء اليوم أنْ تمضيه وحدك!


حبيبي يا أبي أنظرْ إلينا
وحدّثنا و عاتبنا فمثلكْ


حديثٌ منه كلُّ الحبّ فيه
و كان فيه إيمانٌ أعزّكْ!


وداعا يا أبي أحببتَ كلاّ
و كان الكلُّ يا عمري يحبّكْ


رجائي أنْ تعيشَ الروحُ منكَ
على الإسعادِ في أحضانِ ربّكْ.


وداعا يا أبي لو غبتَ جسماً
سيبقى بيننا للعمر ذكرُكْ


فلنْ ننساكَ ما عشنا يقيناً
سنأتي ذات يوم نعدوصوبكْ!


أصلّي راجياً و الكلُّ مثلي
إلى ربي بأنْ نستكفي دربكْ


فكم حمّلتَ ذاكَ القلبَ همّا
و أوجاعاً فدمْ في حبِّ قلبكْ!