أبحثُ عن شخصٍ آخر
غنّتْ شياطينُ الانتقام
شردتْ أفكارُ الورد
عقدتْ مجالسُ اللهو
جلساتِ عهرها.
سالتْ مياهُ الوحول
انجرفتْ تُربةُ الأصالة
هاجت تياراتُ البربريّة
تسونامي من نوعٍ آخر
لا يستهدف إلاّ القيمَ
يُعادي روحَ المعاني.
وقفتُ بين ركامِ المعرفةِ،
أبحثُ عن عقدٍ
ضاع من عنقِ حكيمٍ
عن بسمةٍ
ماتت على شفةِ يتيم.
حَزِنتُ.. لأنّي تهتُ
لم أتمكّنْ مِن التعبير.
عيناي شاهدتا كلَّ شيء
أذناي سمعتا كلَّ أنين
قلبي تفطّرَ
جمّدتْ دماءَهُ عقليةٌ باهتة
رضختْ لتبكيتِ التخويف
استسلمتْ لاتهام التخوين
تراجعتُ لأكسبَ نفسي
لأنجو.. لأبقى على قيد الحياة
و نسيتُ.. أجل نسيتُ
أنّني كنتُ تعلّمتُ مَقولةَ:
"ماذا ينفعُ الإنسان، لو ربح العالم و خسرَ نفسَه"
هل حقّاً خسرتُ نفسي؟
و إذا كنت خسرتُ نفسي،
فما الذي ربحتُهُ إذاً
بداعي خوفي
و لأسباب جبني
و نتيجة لهروبي من المواجهة؟
فكري مشوّشٌ
أفكاري مبعثرةٌ
على قارعةِ الخوف
عقلي لم يعد صديقي
مشاعري غلبت عليها
روحُ الانهزام
إرادتي صارت ماءًا سائلا
و محلولاً, لا رائحة له
و لا لونٌ و لا طعم.
مَنْ أنا إذاً؟
هل لا أزالُ أنا، أنا؟
و متى كنتُ كذلك
فلماذا هكذا أنا؟
جبانٌ.. خائفٌ
متخاذلٌ.. منافقٌ؟
قد أبحث عن شخص آخر
يصيرُ أنا!!