إخوانُ الضَياعِ
أمعنَ الاخوانُ أبناءُ الأفاعي
في جنونِ الحقدِ، تأجيجِ الصّراعِ
أدركَ المضحوكُ _ مِنْ بعضٍ _ عليهم
خُبثَهُمْ و القصدَ مِنْ هذا النزاعِ
حاولوا عنْ سوءِ تبييتٍ و قَصْدٍ
خَلْقَ أجواءِ التحامٍ دونِ داعي
عرقلوا ما كانَ مِنْ مَسعى جهودٍ
أجهضوا في طيشِهمْ كلَّ المساعي
و استمرّ الشّحنُ و التحريضُ يعلو
صوتُهُ يسعى انتقاماً لم يُراعِ
حُرمةَ الإنسانِ فاستشرى كنارٍ
في هشيمِ النفسِ في أشقى اندفاعِ
ضدَّ وجهِ الخيرِ مِنْ أجنادِ شَرٍّ
أمعنوا بالظلمِ مِنْ غيرِ انقطاعِ
مُذْ أعدّوا ما استطاعوا مِنْ قواهمْ
في سلوكِ العنفِ قدر المُستطاعِ
قد حرفتُمْ ثورةَ التحريرِ خنتُمْ
مبدأ الثوارِ، روحَ الاجتماعِ
فانفردتُمْ في تماديكمْ لصوصاً
و انتهزتُمْ سلطةَ الأمرِ المُطاعِ
فاعتديتمْ و انتهكتم حقَّ رأيٍ
ثمّ كَفّرتُمْ بتشريعِ الرّعاعِ
كلَّ مَنْ لم يَمْتَثِلْ للقهرِ، صغتمْ
مِنْ فتاوى شرعِكمْ شَرْعِ المَراعي
ما رغبتم نشرَهُ كي تستبيحوا
مصرَ بالإكراهِ و الإفكِ المُباعِ
اشترتْ منكمْ جموعٌ بعضَ هذا
و ارتمت في حضنكم في قَولِ ماعِ
انتهيتُمْ و انتهى عهدٌ بغيضٌ
أيُّها الإخوانُ إخوانُ الضَياعِ.