كنتُ نشرتُ القصيدة الشعرية التالية في بعض المجموعات و الجروبات الأدبية و الشعرية صباح هذا اليوم فقام الشاعر الصديق محمد يونس بالردّ على قصيدتي بما يملك من جمال القافية و أحاسيس الشاعر المتفاعل مع الكلمة الجميلة و المعبّرة و لهذا رأيتُ من واجبي أن أقوم بالرّد على ردّه تقديرًا لجهوده و تشجيعًا لمحاولاته و التي تكرّرت في ما مضى و هنا سأنشر القصائد الثلاث بالتتالي:
قصيدتي بعنوان "التراثُ الخالد"
عليمُ اللهِ هذا القلبُ واعِي ... لما يجري بساحاتِ الصّراعِ
يظلُّ القلبُ مستاءً لفكرٍ ... يُريدُ الشّرَّ هل للشّرِّ داعِي؟
حفَرنا قبرَنا دونَ اعتبارٍ ... لروحِ اللهِ فينا و الدّواعِي
كأنّ الشرَّ إنسانٌ لئيمٌ ... يُقيدُ النّارَ في كلِّ المساعِي.
نُعاني مِنْ أنانيّاتِ نفسٍ ... و أطماعٍ بلا أدنى انقطاعِ
شَرِبنا مِنْ مآسينا كثيرًا ... و مِنْ ويلاتِ حربٍ و النّزاعِ
فلم نبلغْ مِنَ الأحداثِ فَهمًا ... لهذا الأمرِ صِرنا في ضياعِ
تَحَفَّظْنَا على جهلٍ و قلنا: ... "تُراثٌ خالدٌ" لا للتّداعِي
ليبقى سائِدًا عُرْفًا ثقيلًا ... و نبقى في متاهاتٍ و قَاعِ
.
و هذا هو ردّ الصديق الشاعر محمد يونس مشكورًا على قصيدتي حين يقول:
وما يدريك قلب العرب يقظى *** وفيهم من يؤجج للصراع ؟!
ويسعى أن يهيمن دون وعى *** ليسقط فى الضلالة والخداع
ويلبس ثــوب حلاف مهيـــن *** فيمشى بالوقيعة والنــــزاع
ويحفر للعروبة ألف قبــــــر *** ولو مد الأيــــادى للضباع
ليبقـى سيدا فــحلا مهــــابا *** ويرفع عرشه فوق الضياع
وليس الشر إنسانا لئيمــــا *** فإن اللؤم من سوء الطبـاع
ونفس المرء إن تجنح لشر *** غدت بالسم تفتك بالسباع
تراث العرب لن يحيا وفيهم *** مطامع للعروش بغير داع
و إيمان بأن الــحق خزى *** وأن الظلم من خير المتاع.
و هنا ردّي على قصيدة الشاعر الجميل الأستاذ محمد يونس:
و مَنْ أدرى بعلمي أو يراعِي... بتاريخٍ تمادى بالصّراعِ؟
فتاريخٌ لأعرابِ البوادي ... مُقامٌ حيثُ أحلافُ الخداعِ
على سبيٍ و غزوٍ و انتهاكٍ ... بحدِّ السّيفِ في حكمِ النّزاعِ
و ظلَّ الغدرُ حتّى اليومِ فيهم ... و هذا الأمرُ كالشّرعِ المُطاعِ
صراعاتٌ على نحوٍ كثيرٍ ... لأجلِ الشرِّ في روحِ اندفاعِ
أقولُ الشرُّ إنسانٌ لئيمٌ ... لأنّ الكلَّ يسعى لابتلاعِ
و إنْ طبعٌ فذا سوءٌ بطبعٍ ... كطبعِ الذئبِ أو طَبعِ الضِباعِ
تراثُ العرْبِ لنْ يحيا, سيبقى ... أسيرَ الخوفِ في سوقِ الضَّياعِ
تراثٌ فاشلٌ و العيبُ فيهِ ... صراعاتُ الكراسي دونَ داعي
فما يجري بأيامٍ نراها ... نرى أنّا كأغنامَ المراعي
بلا رأيٍ و لا مفعولَ رأيٍ ... مصيرٌ بائسٌ و اليأسُ ساعي
بقاءُ الظلمِ إشعارٌ أكيدٌ ... بأنّ الحالَ دومًا في تَداعي
لكم يا صاحبي شكرًا جزيلًا ... لهذا الردِّ منْ شخصٍ شُجاعِ
لقد أعطيتَ رأيًا في صوابٍ ... و أدركتَ المعالي بانتزاعِ
و لي بالرّدِّ إيمانٌ قويٌّ ... بأنّ الصدقَ دومًا بارتفاعِ.
28/6/17