وطني
وطني تعيشُ بخاطري و فؤادي
وطناً تلاشى في هبوبِ مزادِ
هذا يريدُكَ مارقاً مستهتراً
ذاكَ يفضّلُ أنْ تصونَ ودادي!
و المارقونَ على الكرامةِ كُثّرٌ
و المستهترونَ بك بدون رشادِ
وطني سُقيتَ المرّ صوتُكَ مفزعٌ
و بهاءُ لونكَ صارَ بعضَ سوادِ
يا أتقياءَ القومِ هل من مخرجٍ؟
من خادمٍ؟ من فارسٍ جَوّادِ؟
كَثُرَ النباحُ فقلبُ موطني شابه
خللٌ و أصبحَ تحتَ نعلِ جيادِ!
وطني أذلّكَ مُفسدونَ بظلمهم
فطغوا و هدّوا حلمَ كلّ مُرادِ
نبتتْ شرورُ الحكمِ تلفحُ نارُها
و جرتْ وبالا في مصيرِ عبادِ.
وطني حِرابُ الإثمِ يبدو وُجّهتْ
قدراً إليكَ على سبيلِ جهادِ!
أسفي و بحرُ مرارةٍ مستوحشٌ
قدرُ المواطنِ في ربوعِ بلادي
وطني أحبّكَ غير أنّك لم تعدْ
وطني فعشقُكَ سارحٌ في وادِ!
وطني تركتُكَ حسرةً في واقعي
و دفنتُ فيكَ مسرّةَ الأعيادِ
فيتوهُ دربُ الشّوقِ صوبكَ عاثراً
ما عاد تُطربُ وقعةُ الإنشادِ
هتكَ البغاةُ - بكلّ عنفٍ - أرضَكَ
و سبى الطغاةُ حرائرَ الأمجادِ
أمسيتَ يا وطني شراعاً تائهاً
فالحرفُ فيك شهيدُ أمّ الضادِ!