إلتِقاءُ الأضْدَادِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
صَعْبٌ على الإنسانِ مَهمَا حاوَلَا ... أنْ يَجمَعَ الضِّدّينِ, كانَ الفاشِلَا
فَالضِّدُّ يُلغِي ضِدّهُ, مَا مُمْكِنٌ ... أنْ يَلْتَقِي ضِدَّانِ, مَهمَا جَامَلَا
أعنِي بأقوالِي سُلُوكًا, إنَّهُ ... ما يَجعَلُ الإنسانَ شَخصًا عَاقِلَا
أو عكسَ هذا سَيِّئًا مُسْتَهْتِرًا ... هذا, الذي يأتِيكَ مَعْنًى واصِلَا
إنَّا بِمَا فِيْنَا كأشخَاصٍ نَرَى ... في بَعضِ أحيَانٍ ضُمُورًا حَاصِلَا
في مَوقِفٍ أو مَنطِقٍ أو حالَةٍ ... و الأمرُ هذا ليسَ يَعنِي بَاطِلَا
قد جاءَ مِمَّا حاصِلٌ في وَاقِعٍ ... مَنْ جاءَ نُكْرَانًا, تَرَدَّى جَاهِلَا
أشياءُ نَحْيَاهَا على أنوَاعِها ... ظَلَّتْ على ما فيها بَطْنًا حَامِلَا
كانَت و تَبْقَى هكذَا يا صاحِبِي ... في حالِهَا كُنْ نَاشِطَا, لا خَامِلًا
صَعْبٌ إذا حاوَلْتَ جَمْعًا بَينَها ... كُلٌّ لَهُ مَسْعًى تَرَاءى مَاثِلَا
اِخْتَرْ سَبِيلًا في إطَارٍ ضِمْنَهُ ... تَنْحُو بِأمْنٍ, لَنْ تُلاقِي عَاطِلَا
إنْ تَلْتَزِمْ بِالنُّصحِ في ما يَنْبَغِي ... فَالفَوزُ لَنْ يَبْقَى بَعِيدًا حَائِلَا.