للبعضِ وجهٌ صَفيقٌ[1] في وقاحتِهِ ما مِنْ حياءٍ كما وجهُ السُّلَحفاةِ
منهُ اعتراضٌ على أنواعِهِ ومتى
صابَ اجتهادَهُ هزّاتٌ لِويلاتِ
يأتي مهارةَ قَفْزٍ في تَنّقُّلِهِ
مثلَ القرودِ [2]على أشجارِ غاباتِ
يَرغي ويُزبِدُ بالغوغاءِ مُنْهَزِمًا
والجهلُ يشمخُ في أصداءِ آياتِ
يحتالُ, يبرمُ في ساحٍ توهُّمُهُ
يُغني منافذَ أفكارٍ وأبياتِ
عندَ التَشَدُّقِ بالألفاظِ[3], تَعرِفُهُ بالشّتمِ يقذفُ والأحقادُ في ذاتِ
لو شئتَ تُظْهِرُ هذا في تَوَجُّهِهِ
لازدادَ غِيُّهُ في غَوْصٍ بعِلّاتِ
الكِذْبُ مَعْرِضٌ مشروعٍ لِغَايتِهِ
والفكرُ يسبحُ في مِرحاضِ خَيْباتِ
هذا ابتداؤكَ يا غُرًّا, نهايتُهُ
وطءُ البلادةِ في نَسْجِ الخُرافاتِ
جاءتْ تُعَبِّرُ عَمّا عاشَ فكرُكمُ
الكلبُ يخجلُ مِنْ عارٍ بأوقاتِ
أمّا وأنتمْ على هذا فلا خَجَلٌ
الكلبُ يخجلُ مِنْ شَتْمٍ وسَبّاتِ.
بِعْتُمْ ضميرًا لإبليسٍ, ليرأسَكمْ
في مَوقعِ الشّرِّ أمْسَيْتُمْ كأمْوَاتِ.
_____________
5/1/2019
1- صَفِيقُ الوَجْهِ : وَقِحٌ ، لاَ حَيَاءَ لَهُ
[2] - مثل القرود: كناية عن التهرّب من موضوع والانتقال لموضوع آخر في حركة بهلوانيّة دليل العجز و الإفلاس
[3] - التشدّق بالألفاظ: محاولة تجميل القباحة بالتزيين والتنميق والتلفيق, هربًا من الاعتراف بها ومواجهتها