إنّني أَبْحَرْتُ في عَيْنَيكِ سَعْيًا ... نَحْوَ إدراكٍ لِما فيها يَكُونُ
مِنْ هُدوءٍ ساحِرٍ يختالُ عِشْقًا ... جاءَهُ ربّي بإنعامٍ يَصُونُ
ليسَ لي و الشِّعْرُ كارِي أنْ أظلَّ ... عنها في منأىً و لو كانَ المَنُونُ
إنّها الأنثى بما فيها, و فيها ... مِنْ مَعَانٍ في أمانيها شُجُونُ
ما حَياتي دونَها إلّا سَرابًا ... صاخِبٌ مُسْتَنْفِرٌ مِنْهُ سُكُونُ
في مَداها لا يكونُ الأُفْقُ إلّا ... واسِعًا رَحْبًا صَفَتْ فيهِ العُيُونُ
هكذا أَحْسَسْتُها و القلبُ يَشْكُو ... لوعةً مِنْ بُعْدِها, إنّي حَزِيْنُ
يا فتاةَ السِّحرِ ما أغْناكِ ربّي ... كَي تَزيدي عِلّتي, مَنْ لي مُعِيْنُ؟
قد جَعَلْتِ الأمرَ صَعْبًا لا وُصُولٌ ... للذي نَبْغي و لا بعضٌ حَنُونُ
إنّ في عينيكِ أطيافًا لِسِحْرٍ ... خالِدٍ في بحرِها طافتْ فُنُونُ
أُعْذُريني فالهوى يُلقي بِظِلٍّ ... فوقَ قلبِ الشِّعرِ, و الشِّعرُ الجُنُونُ.