أَتُحِبُّنِي؟[1] سألتْ حبيبَتِيَ التي ... مَلَكَتْ فؤادِيَ و اسْتَقَرَّتْ في دَمِي قد لا أُعَبِّرُ بالكلامِ عَنِ الهوى ... فالنُّطقُ يخْرُجُ مِنْ شُعورِيَ لا فَمِي
سألتْ, و تَعْلَمُ أنّ قلبيَ نابِضٌ ... وَ بِكُلِّ جارِحَةٍ[2] تُعاشُ بِمَعْلَمِ[3] بِسؤالِها انْفَجَرَتْ قريحةُ شاعِرٍ ... عَشِقَ الحياةَ بِبَوحِهِ و تَكَتُّمِ
وَ لِمَ السُّؤالُ؟ سألْتُ نَفْسيَ حينَها ... أَمِنَ الشُّعورِ بِوَاقِعٍ لم تَفْهَمِ؟
كتبَ المصيرُ حياتَنا بِعَلاقةٍ ... عَبَرَتْ عوالِمَ[4] كي تَجودَ بِمُلْهَمِ فَإذا تَعَثَّرَتِ الأمُورُ بِفَتْرَةٍ ... فَقَدِ اسْتَوَتْ, و مَشَتْ بِدَرْبٍ أسْلَمِ
ما مِنْ مُحِبٍّ بالحياةِ - تأكّدِي - ... خَلَتِ المواقِفُ مِنْ مَوَاجِعِ مُؤلِمِ
إنّ النِّساءَ بِطَبْعِهِنَّ بِحاجةٍ ... لِدَلالِ زوجٍ بِالمشاعِرِ يَفْهَمِ
و مَتى تكونُ حُظُوظُهُنَّ بِشاعِرٍ ... زوجًا فإنّ حياتَهُنَّ بِمأتَمِ[5] فالشِّعرُ يأخُذُ شاعِرًا لَعَوالِمٍ ... قد لا تُوافِقُ حِسَّ زَوجٍ[6] تَحْلَمِ[7] لكنّ وصْفَ الشِّعرِ ليسَ بِواقِعٍ ... فَدَعِي ظُنونَكِ جانِبًا و تَفَهَّمِي
إنّ الغرامَ يكونُ وَفْقَ أُصولِهِ ... إنّي أُحِبُّكِ و الوفاءُ مُعَلِّمِي.
[1] - كنتُ قبل يومين أنا و زوجتي سميرة جالسين نتابع أحد المسلسلات و من باب المزاح طرحت عليّ هذا السؤال, و بالطبع رغبتْ أن تسمع جوابي على سؤالها, فهذه طبيعة المرأة إذ هي تُحبّ أن تسمع كلامًا ناعمًا و طيّبًا من زوجها, و هذا حقُّها. انتظرتُ قليلًا ثمّ كتبتُ بيتَ شعرٍ ثمّ بيتًا آخر. و لم أتابع لانشغالي و اليوم صباحًا أتممتُ الإجابة على سؤالها بهذه القصيدة.
[2] - الجارحة: ج. جوارح و جوارح الإنسان: مشاعره.
[3] - مَعْلَم: المعلم من كلّ شيء مظِنّته و إشارته.
[4] - عوالِم: جمع عالَم و العالَم: الخلق كلّه.
[5] - مأتم: الجماعة من الناس في حُزْن أَو فرح، وغَلَبَ استعماله في الأحزان والجمع : مَآتِم. فالمعنى هنا مجازي إذ أنّ المرأة التي يكون زوجها شاعرًا فقد تعاني بعض المتاعب النفسية لكون الشاعر يعشق كلّ مظاهر الجمال في الحياة و يتفاعل مع المواقف التي تثير ملكته الشعرية و شعوره, لهذا يتوجّب على المرأة التي يكون زوجها شاعرًا أنْ تتفهّم هذا الوضع, و تحاول التّعايش معه, فالشاعر نزار قبّاني كان يعشق كلّ نساء العالم.
[7] - من الطبيعي أن تحلم المرأة و تشعر بحقيقة أنّ زوجها ملكٌ لها بكلّ فكره و إحساسه فلا يجب أن يشاركه معها أيّ أحد حتّى لو كانت الكلمة التي يكتبها زوجها الشاعر.