عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-12-2016, 03:04 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,842
افتراضي قصيدة التعزيل. شعر/ فؤاد زاديكه


قرأتُ صباح اليوم لشاعرنا الجميل صبري مسعود شعرًا يصفُ فيه إجراءات التّعزيل التي كانت تقوم بها النساء في البيوت قرب فترة الأعياد و هي عادة درجت عليها أُسَرُنا في مجتمعاتنا, علمًا أنّها تقع و برمّتها على ربّة البيت كمسؤولية تقوم بها لوحدها و هي كانت تعاني الكثير من الجهد و تصرف الكثير من المال و الأعصاب لكي تجاري جارتها أو صديقتها أو تظهر بمظهر لائق و مقبول أثناء قدوم المعارف و الأقرباء و الأصدقاء للمعايدة. و على الرّغم من أنّ حدّة هذه الأعمال المُضنية قد خفّتْ غير أنّها لا تزال موجودة في مجتمعاتنا و هنا ننحني بكل احترام و تقدير و إجلال لربّة البيت, هذه الإنسانة التي تضحي بالوقت و الجهد من أجل إسعاد أسرتها و تأمين ما يلزم من أساليب الراحة و مسبباتها, و لهذا فقد قمت برد دعابي على صديقنا الشاعر الجميل كمشاركة مني له بهمّه كرجل يعاني في تلك الفترة كما يعاني كلّ رجل في بيته من هذه الحالة, حالة "التّعزيل" و أنشر إلى جانب الشِّعر شجرة الكريسماس التي اشترتها زوجي سميرة و ابني الأصغر أندرياس البارحة و قاما معًا بمفردهما بكامل التحضير و التزيين لهذه الشجرة, راجيًا لكم كلّ السعادة و الفرح في هذه الأيام و في جميع الأيام الأخرى من حياتكم

شاعرٌ كالشّعراءْ
يا أعزَّ الأصدقاءْ

هاجني شعرٌ جميلٌ
قد قرأتُ في المساءْ

كلّنا مِنْ ذا يُعاني
إنّهُ بعضُ البلاءْ

عادةُ التعزيلِ صارتْ
مثلّ حُمّى أو قضاءْ

قد تعوّدنا عليها
فهْيَ صارتْ في الدّماءْ

إنْ أردتَ الشّرحَ هذا
يبقى مِنْ عِلمِ النّساءْ

ليتَ للتعزيلِ وقتًا
أو زمانًا أو فضاءْ

إنّهُ في أيِّ وقتٍ
عندما تهوى النّساءْ.

كلُّ أسبوعٍ لدينا
هِمّةٌ ليس انطفاءْ

هذهِ الأيّامُ ليستْ
مثلَ ماضٍ في الوراءْ

خفّتِ الحِدَّةُ لكنْ
لم تَزَلْ, ما مِنْ فناءْ

عندما التّعزيلُ يأتي
وقتُهُ, يأتي الشّقاءْ

ثورةٌ في البيتِ تجري
ينبغي مِنّا انحناءْ

ربّما نبقى بيومٍ
دونَ طَبخٍ أو غداءْ

ليس مِنْ شكوى تفيدُ
لا صلاةٌ لا رجاءْ

هل تُرى الأقدارُ شاءتْ
أم مجاميعُ النّساءْ؟

ينتهي التّعزيلُ, يبقى
بعدَهُ عبءُ العَناءْ.


__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس