عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-02-2013, 01:18 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,876
افتراضي أوجاعُ الاغتراب شعر: فؤاد زاديكه

أوجاعُ الاغتراب

هلْ لنا أن نلتقي بعدَ الغيابْ
بعدَ هذا الكمِّ مِنْ حجمِ العذابْ؟

هل لنا أن نلتقي في ساحةٍ،
أو مكانٍ لمْ يُقِمْ فيهِ الخرابْ؟

هل لنا أن نلتقي، أن نحتسي
كأسَ أفراحٍ، بلا نَعيي الغُرابْ؟

هل لنا نُسيانُ جُرحٍ نازفٍ؟
هل لنا أن نلتقي دونَ العِتابْ؟

لستُ أدري هل سبيلٌ مُمْكِنٌ
كُلُّ هذا، أو قليلٌ هلْ جوابْ؟

فالحصادُ المُرُّ آتٍ حِينُهُ،
مَوسِمٌ ما فيهِ مِنْ "لَذَّ و طابْ"

مَوسمٌ أشتى براكينَ الأذى
و الدّمارَ المُنتشي في ما أصابْ.

هل لنا أنْ تنتشي أسماعُنَا
بانشراحِ اللحنِ مِنْ قلبٍ مُذابْ؟

هل لنا ألاّ نُعَزّي أنْفُسَاً
بالذي لا شكَّ أقسى مِنْ مُصابْ؟

موطني، يا مَشرقي يا مَغربي
يا جلالاً سابحاً فوقَ الهِضابْ

يا شِراعاً لاجئاً في غُربتي
يا حنيناً في تواشيحِ اكتئابْ

يا صلاةً في تراتيلِ الهوى
شاءَها العشّاقُ في سَهْلٍ و غابْ

يا ترانيمَ اعتكافٍ نادمتْ
في أمانيها تجاعيدَ اغترابْ

يا مُواساةً أضاءتْ عالَمَاً
لَفّنا بالغَدرِ مِنْ تلكَ الكلابْ

يا مُعاناةً تجلّتْ قُدرةً
و اقتداراً رغمَ طعْناتِ الحِرَابْ

إنّ في نفسي و قلبي لوعةً
جَدّدَتْ حُزني، فهلْ حانَ الإيابْ؟


__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس