عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-12-2023, 01:24 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,934
افتراضي مشاركتي قبل قليل في أكاديمية رياض الشعر و الأدب على البرنامج الاسبوعي حديث الساعة تقد

مشاركتي قبل قليل في أكاديمية رياض الشعر و الأدب على البرنامج الاسبوعي حديث الساعة تقديم الصديقة إنصاف ابو ترابي و عنوان موضوع حلقة اليوم هو

السّند في الحياة

بقلم الشاعر فؤاد زاديكى

الحياة مسيرة كفاح و نضال و متابعة و عمل و اجتهاد. على كلّ شخص يعيش فيها أن يعمل على خلق ظروف حياتية آمنة تكفل له الحرية و العيش الرّغيد.
إذا ما عدنا لموضوع حلقة اليوم و الذي هو بعنوان السّند الذي يقف من ورائنا أو إلى جانبنا في معترك الحياة ليخفّف عنّا أعباء كثيرة و يعيننا في أوقات حاجتنا للمساعدة و لمدّ يد العون، فمن الطبيعيّ أن نمرّ بمواقف حياتيّة تفرض علينا حاجتنا لمثل هذا السّند، الذي سيكون لنا مُعِينًا و مُعاوِنًا بكلّ إخلاص و صِدقٍ و تَفَانٍ. فمَنْ يمكن أن يكون هذا السّند؟ و هل بالضّرورة يجب أن يكون من ضمن قائمة الأقارب او من الوسط العائلي؟ الموضوع يحتاج إلى نظرة شاملة جامعة دقيقة بعيدة عن العاطفة و المشاعر الجيّاشة.
عندما نتحدّث عن السّند نلزم ذلك بضبطه بكلمة الظّهر و ذلك لسبب معروف هو أنّ طعنة الغدر تأتي على الأغلب من خلال الظّهر و في الظّهر، لهذا يحاول الإنسان أن يحصل على شخص أمين و وفيّ يستطيع أن يحمي ظهره به، لكنّ هذا الأمر ليس سهلًا فكثيرٌ من الأصدقاء المقرّبين يكونون مصدر خيانة أو غدر، و ربّما يكونون من الأقارب أيضًا.
إنّ الشّخص، الذي نعوّل عليه الكثير من الآمال و نعقد عليه أمانينا كي يكون سندًا لنا بالحياة، فإنّنا نأمل منه كلّ اللطف و الحماية و الحبّ و التّضحية و الوفاء. إضافةً إلى العطف و اللين و استعداده للتّضحية في كلّ وقتٍ.
ففي حياتنا الاجتماعية نكون أوّلًا بحاجةٍ ماسّةٍ للوالدين في صغرنا و من بعد ذلك إلى صداقات لنا تجمعنا بأشخاص نراهم موضع ثقة فنعتمد عليهم في الكثير من أمور حياتنا. و عندما نتزوّج و نعمل على بناء أسرة فنحن بأمسّ الحاجة إلى عون شريكنا بالحياة، و هذا العون كسند ضروريّ جدًّا كي تنجح هذه العلاقة الإنسانية و تكون لها القدرة على الاستمراريّة.
من الطّبيعيّ جدًّا و نحن في مختلف مراحل الحياة أن يكون لنا صديقٌ نرى فيه سندًا حقيقيًّا، و بالمقابل فنحن نبادل هذا السّند نفس الشعور و المعاملة، و نحن كبشر ضعفاء لا يمكن لنا الاستغناء عن رحمة الرب و عن لطفه بنا و توفيقه لنا و وقوفه إلى جانبنا في حياتنا كسندٍ أمينٍ دائمٍ، فالبشر لا يستطيعون التّخلّي عن ربّهم لأنّه مصدر القوّة و الأمان و الاستقرار في حياتهم، و مع كلّ هذا و ذاك فإنّ الاعتماد على النّفس و الثّقة بها هما من أولويّات العمل الموفّق بالحياة.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس