قنديلُ العشق
عسانا نلتقي يوماً و تدري
بأنّ الحبَّ في أعماقِ بحري
و أنّ العشقَ قنديلٌ بليلي
و أنّ الأنثى من أحلامِ عمري!
عسانا نلتقي يوماً و أحكي
حكاياتي و أحوالي و سرّي
أنا في حبِّها كوّنتُ نفساً
و عمّدتُ احتمالاتي و صبري
و أفرزتُ اعتباراتي لئلا
أعاني خيبةً ينشقُّ صدري!
خَبِرتُ وضعَها, صوّبتُ حكمي
و مِنْ أغلاطِها وجّهتُ قطري
عزمتُ أنْ أمدّ العونَ سعياً
أميناً صادقاً يأتي بِبِشرِ
فلمْ أسمعْ لما قالوهُ عنها
و لم أشغلْ به إشراقَ فكري
عزلتُ الوهمَ عنّي كي أصونَ
وعوداً أُبْرِمَتْ ما جئتُ غدري.
شعورٌ أشعلَ الأعماقَ فاضَ
بروحٍ في سكونٍ ظلّ يغري
أنا مِنْ أينَ كانَ الوهجُ منّي
متى أغلقتُ أبوابي بهجرِ؟
شموعُ الوعي في الإنسانِ تهدي
إذا ما الدهرُ أرخى حزنَ عُسْرِ
و في التصميمِ و الإصرارِ مسعىً
لِؤادِ الحزنِ في أعماقِ قبرِ
يكونُ الفوزُ للأفكارِ و هيَ
علاجٌ نافعٌ ما بالمُضِرِّ!
سمعتُ عنها أشياءَ استفزّتْ
شعوري, غيرتي آثرتُ أُقري
فداويتُ مريضي بالعلاجِ
و داريتُ سلوكاً في مُصِرِّ
على أنْ ألتقي حلاًّ جميلاً
فكانَ الحلُّ, و ارتاحتْ لدهرِ.
عسانا نلتقي كي تستفيدَ
و تأتي علمَها في شأنِ أمري
عفوتُ لم يعدْ في دربِ حبّي
عسيرٌ عائقٌ بل كلُّ يُسْرِ
إذا أعلمتُ حبّي أنّ قلبي
لها التوّاقُ في عينيها بدري
و في ما ثغرِها المغري أتاني
بحورُ العطرِ قد سالتْ بقطرِ
صفحتُ لم أكنْ يوماً ظلوماً
عسى تدري, و كلُّ الناسِ تدري!