هَلهِلِ الشّعرَ
شاعرٌ أختارُ لفظي في عناية
مُدركٌ ما فيهِ منْ حُسنِ الرّعاية
عالمٌ باللفظِ أدري ما هواهُ
ينفحُ الأفكارَ أسباباً و غاية.
شاعرٌ لا أنتقي لفظاً غريباً
يُلزِمُ القاموسَ في شرحِ الحكاية.
كلّما أبهمتَ في المعنى عميقاً
يختفي عن قارئٍ نورُ الهداية
كلّما استاءتْ حروفُ الشّعر منكَ.
ليس في التعقيدِ و التعسيرِ آية.
اخترِ الألفاظَ لا تنأى بعيداً
عن محيطِ الفَهمِ في تلك الغواية
إنّ في أشعاري توضيحاً كبيراً
لا أجيءُ القولَ من بابِ الدعاية
إنّه الصّدقُ الذي لو شئتَ تدري
كي يفيضَ اللفظُ في سَهْلٍ لغاية
كي يظلَّ الشّعرُ مِنْ عقلٍ قريباً
من حياة الناسِ لا يغدو رواية
كلّما تنهلُّ شعراً كُنْ لطيفاً
رقّقِ الألفاظَ صُغْها في عناية
تشهدِ الإقبالَ ممّنْ يقرؤوك
رائعا يختالُ عذباً للنهاية.
انتبهْ و اسعَ إلى التبسيطِ دوماً
لا إلى التعقيدِ في نصحي وقاية
منْ عيوبٍ قد تعيبُ النصَّ معنىً
يتركُ القاري على خطّ البداية.
ننظمُ الأشعارَ كي يأتيها فهماً
قارئٌ ليستْ لنا في ذا نكاية
كلّما أوغلنا في جهلِ المعاني
جنحةً نأتي, و قد تغدو جناية!