عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-10-2007, 08:24 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,934
افتراضي هذا جثماني! شعر: فؤاد زاديكه

هذا جثماني!

هذا جثماني أراهُ جاثماً
دونَ حسٍّ دونَ نبضٍ في أناةْ

يعرفُ الداني بأنّي لم أكنْ
ميّتاً في حسّي بل كانتْ حياةْ

عادةٌ كانتْ و لا زالتْ هنا
في مراسيمَ لدفنٍ في فلاةْ!

هذا جثماني يعودُ مرّةً
أخرى للأصلِ الذي كان النّواةْ

روحُ ربِّ الكونِ عاشتْ نسمةً
فيهِ فازدانتْ حياتي في ثباتْ.

هذا جثماني دعوني أشهدُ
أنّه يقضي, و هذي المُعطياتْ

من قبورِ الكونِ من عاداتِهِ
لا أقولُ الكِذْبَ بل في صدقِ ذاتْ!

إنّ جثماني ترابٌ زائلٌ
يلعبُ دودٌ به أو تالفاتْ

غير أنّي قد تركتُ موجةً
من سؤالاتٍ إلى حين القُضاةْ

يأخذونَ الحقّ ممّا أخطأتْ
رغبتي جاءتْ خطايا فانياتْ!

إنّني حيٌّ كغيري لم أمُتْ
غَيِّروا التعبيرَ من لفظِ المماتْ.

كلُّ تابوتٍ يسوقُ قصّةً
لم تمتْ بل أغرقتْ في الذكرياتْ

هذه الأركانُ منه تمنعُ
عن حَبيسٍ فيه أن يأتي الأداةْ

كاتباً أحداثَ سفرٍ قد مضى
ماتَ. غابَ. جُمِّدتْ منهُ الصّلاتْ!

هذا جثماني أراهُ جانبي
جرح تابوتي و صوتي مثل شاةْ

خرخراتُ الموتِ زادتْ حدّةً
بانغلاقِ القبرِ قالوا: هذا ماتْ!

قد أراكمْ تندبونَ جثّتي
في بكاءٍ, أو عويلٍ أو صلاةْ

لا تخافوا, لا تعيشوا خيبةً
هلّلوا للرّبّ لا تحيوا قُساةْ!

افرحوا للموتِ قولوا إنّه
نعمةٌ من ربّي إذ فيه النجاةْ

حطّ أعباءً, أناختْ ظهرَهُ
هكذا من قبلُ قد قال الرّواةْ

في انتقالِ المرءِ أفراحٌ له
بل له في الموتِ أسرارُ الحياة!

__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس