حكمة الحياة
شديدُ العزمِ، ذو بأسٍ قويِّ
عفيفُ النفسِ، ذو حلمٍ ذكيّ
عرفتُ الناسَ، و الأنواعَ منها
فمنها مَنْ على جهلٍ و غيِّ
و منها مَنْ على علمٍ، و فَهمٍ
و تقوى خاشعاً صوبَ العليِّ.
عرفتُ الكونَ، و الأسرارُ منه
دعتني ساعياً نحوَ الجليِّ
لكي أجلو عنِ الأفكارِ وهماً،
و أُعلي رايةَ العقلِ السويِّ
خَبِرتُ بعضَ ما في الكونِ، عشتُ
سعيداً، أتّقي شرَّ الغبيِّ.
عَلِمتُ أنَّ أمري لن يدومَ،
و أنَّ العمرَ يمضي في خليِّ
وضعتُ نُصبَ عينيَّ انشغالي
بوجهِ العدلِ و الحقِّ الأبيِّ
رفعتُ الصوتَ في وجهِ الظلامِ،
و حكمِ الظلمِ يأتي في دَويِّ
حملتُ فوق ظهري، ما أعاني
و كان الصبرُ مِنْ ربٍّ وليِّ
لأمري، فهو مَنْ أسعى إليهِ،
عليه اِتّكالي في قويِّ.
كبيرُ القلبِ، لا أقسو كثيراً،
و أحنو، في رضا قلبٍ وفيِّ
و لستُ بينَ قومي، بارتياحٍ
لقد عادَوني في صِدقي الفتيِّ
و جاؤوا شتمَ أفكاري و عقلي،
و فكري ما حوى غيرَ النقيِّ.
تَعدّوا، ما استطعتمْ، إنّي ماضٍ
على دربي، و إلهامي نبيّيِ.
سأمضي حاملاً، قلبي سماحاً،
و لن أسعى إلى الكرهِ الأذيِّ.