عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 05-07-2008, 01:47 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,884
افتراضي

إلى جميع إخوتنا الأحبة و الأفاضل الذين غمروني بمحبة عظيمة من خلال ما أحسسته من حرصهم الكبير و غيرتهم السامية على المصلحة العامة. إني واحد منكم و همّنا هو ذات الهمّ لأننا جميعاً معاً في مركب واحد تجرفه مصاعب الحياة و تكالبات البعض إلى عرض بحر هائج غير محمود العواقب. إخوتي و أحبتي. نعم و كما تفضّل الدكتور الفاضل و الأستاذ الكريم جان عبدي في مداخلته الجميلة و الغنيّة بروح الحرص على المصلحة العامة و التي تحاشى فيها قدر الامكان المساس بالآخرين تسمية على الرغم من إحساسي العميق بكبر الجرح الذي أخذ مساحة عظيمة من قلبه الكبير لكنّ كبر هذا القلب لم ييأس بل أعلن صرخة محبّة نابعة من شعور صادق بالمسئولية ليشير إلى موضع العلة و يشخّص الداء و يقدّم بكل تواضع و إخاء حلولا ممكنة و اقتراحات لتفادي هذه العلة و استئصال هذا الداء الذي أصبح عويصا على ما يبدو. كما أشكر كل من الإخوة و الأحبة الأستاذين جورج عبد المسيح و عبد الأحد كوركيس الفاضلين و الغيورين و المحبين لشعب آزخ و آزخ و الحريصين على مصلحتها شأن الكثيرين من أبناء آزخ المحبة.
إنّ آزخ البطلة لم تعتزّ برجالاتها إلا من خلال غيرتهم العامة و تضحياتهم و ابتعادهم عن الأنانية و الشعور بالعنجهية و التفوق. فالشماس اسطيفو المؤمن الفاتح لم يكن أبدا و لا في يوم من الأيام قد انتابه شعور بالغرور على الرعم من كل ما قدّمه من أجل آزخ و رفع قيمتها بين جميع قبائل و عشائر المناطق القريبة كما المناطق البعيدة من آزخ. إن الغرور هو الخطوة الأولى في طريق الانتحار و النهاية المؤلمة. نحن شعب آزخ أقوياء بوحدتنا و تلاحمنا و كبار بتفانينا و إخلاصنا دون أية رغبة في الحصول على امتيازات أو وجاهات فهذه حالة مَرَضيّة.
أحبّتي إن أفكارنا و معتقداتنا قد تكون تأثرت من جراء العيش في هذا النظام البطريركي الأبوي فتقرّ بالعبادة الفردية من دون عبادة الرب له المجد. إن أية أمة تنقسم على ذاتها لن يكون مصيرها سوى الفشل و الخيبة و لن يكتب لها في سفر الحياة إلا الخزي و العار و التخلّف. علينا و بكل شجاعة و جرأة أن نعترف بتقصيرنا و أن نقرّ بأخطائنا لكي نتجاوزها إلى تصويب و تصحيح و إلى وضع خطط و مناهج و برامج تكفل لنا الانتقال من مرحلة الخطأ إلى مرحلة العمل الجاد و السليم لأن ما يُبنى على خطأ و باطل لن يستمرّ و إن استمرّ فإن نتائجه السلبية ستكون أكثر من الإيجابية.
أتمنى أن نناقش مشاكلنا و أن نسعى إلى المواجهة الجريئة من خلال النقد البنّاء غير الجارح أو الهدّام. إنّ مسؤولية الأسرة الأزخينية هي مسؤولية جميع أهل آزخ و ليست حكرا على شخص أو بيت أو عشيرة و هذا يعيدنا دوماً إلى واقع الحال المأساوي الذي كان يسود آزخ في كثير من الأحيان فحين كانت آزخ تتعرّض إلى أخطار خارجية و إلى ضغوطات او اعتداءات الخ .. فإن شعبها كان يقف وقفة رجل واحد حتى أنّهم كانوا يفتحون بين بيوتهم(نَقَبَات) فتحات لتسهيل عملية التنقل و نقل المؤن و الإمدادات و غيرها من لوازم القتال و الحرب في دفاعهم الشريف و الباسل عن وجودهم. و بكل أسف فإنّه عندما لم تكن هناك أخطار خارجية تتهدّد آزخ و شعبها فإن هذا الشعب كان ينقسم على ذاته من خلال عشائره و حتى ضمن العشيرة الواحدة كانت تنشب خلافات تعود بالضرر على العشيرة و على شعب آزخ عموماً.
فكما أنّ آزخ لم تكن لأحد و لم تتسمّى بأسماء شخصيات فإن الأسرة الأزخينية و التي هي أمل لنا و رجاء في أن يظهر لنا وجود أو يكتب لنا سفر كريم في هذه الحياة, يجب أن لا تكون هي الأخرى حكراً على أحد فعمل الناس و تضحياتهم و بُعدهم عن المصالح الفئوية الضيقة هو الذي يحدّد مكانة و قيمة هؤلاء الأشخاص و ليس من خلال ألقاب يطلقونها على أنفسهم شأن الألقاب العربية الكثيرة المعروفة في عالمنا اليوم و التي كانت من قبل هذا التاريخ أيضا, و لا غرو في ذلك فإنّنا رضعنا حليب هذه المجتمعات و كنّا دائما المسيّرين إذ لم تكن لنا إرادة في الاختيار أو في اتّخاذ القرار لكوننا كنا دائما مسلوبي الإرادة.
أشكر كل من سجّل هنا كلمة أو موقفا محبّا من خلال جميع هذه المداخلات التي أعتزّ بها و بأصحابها لأنني على ثقة من أنّ شعب آزخ لا يزال حيّا و سيبقى كذلك بقوة الرب يسوع و عذرة آزخ التي أثبتت بجدارة وقوفها إلى جانب هذا الشعب المبارك. أدرك تماما أنّ هناك عقولا نيّرة بين ابناء شعبي الأزخيني و أن هناك غيرة فاضلة و حماساً لامعاً ملتهبا و متى كانت هذه الأمة أو هذا الشعب يحوي بين صفوفه مثل هؤلاء الأمناء الأوفياء فلا خوف على مستقبلها و كلّ الغيوم لن تكون سوى آنية فهي لن تحجب نور الحقيقة أو تعتّم على المشهد الرائع من خلال سجل تاريخ آزخ و هلاخ الأبطال الميامين. الرب يبارككم يا إخوتي و أحبتي و أتمنى لشعب آزخ كل العزة كما أتمنى أن تتعافى الأسرة الأزخينية من بعض الحالات المرضية العرضية لتستعيد عافيتها و هي أقوى و هي تعبّر بصدق عن آمال و أماني و طموحات هذا الشعب المسكين الذي غدر به الزمان و الأسوأ من هذا أن يغدر به البعض من أبنائه. الرب مع شعب آزخ و المجد لشهدائنا الأبرار و الخلود لرسالة الحق و المحبة و التفاني و العطاء الشريف و المُشّرّف.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس